كان يجلس بكل اتزان وشخصية منتصب الظهر مرتديا نظارته الطبية وبيده دفتر يسجل فيه ملاحظات لحالات مرضاه الذين يعتبرهم عائلته واحبابه كان يحب عمله لحد الهذيان وعندما يدخل عليه مريضه يستقبله وكأنه صديق قديم ولم يقابله منذ مدة
يوفر له الاجواء والموسيقى ليسترخي ويتعاطف مع حالته حيث ان البريق الذي في عينيه والايماءات الي يبديها وجهه حال بدأ المريض بسرد حالته كافية لجعل المريض يغوص بالتفاصيل وهو مرتاح البال وكأنه يتحدث مع نفسه
اسلوبه جذاب يجعل من المريض ينتظر بلهفة الموعد الثاني وبتكرار الزيارات يشفى بشكل كامل
فغرفة الانتظار ممتلئة بمرضاه الذين نصفهم يأتون للتشكر منه لما وصلوا عليه من الحال.
ورغم كل ماسبق فهو كان فاشل بأمور حياته ولايستطيع حل مشاكله
كان هوسه بالعيادة يجعله مبتعدا عن ذاته وكان بعد كل جلسة يدير بكرسيه الى الحائط ليبدأ بالبكاء
حتى اتت حالة مشابه لحالته تماماًوكما هو معتاد بدأ بالتفاعل وبدأ حديثه قائلاً
هل تتحدث مع ذاتك ام ان العمل انساك الجلوس مع نفسك
هل تشكو للناس الامك ام انك اعتدت السماع لهم ولاتتحدث عن مايجول في خاطرك
واكمل حواره قائلاً ان الانسان هو من يسعد نفسه وهو من يتعسها كن قريباً من ذاتك انانيا بعض الشيء في حبها وعاشق للسماع لها ومتلهف في حل مشاكلها. لاتبالغ في الحزن والاسى و بالغ في الفرح بنجاحك وتقدمك....
وبعد انتهاء الجلسة سرح قليلاً مندهشا لما كان يقوله وكأنه استيقظ من غيبوبة كان لايعلم ماذا تكلم فيها
الا انه قال انا احق بما كنت اقوله له
فلأنصح نفسي اولا فانا ابتعدت عن ذاتي لدرجة اني انصح غيري بما لاافعله انا من الاساس
ابتسم حينها وقال ان لم اكن طبيب نفسي فلما اكون طبيب للناس
-
Ruba Al_naemaكاتبة للخواطر