زهرة المدائن وسنابل القمح بديوان ألغاز متاحة للشاعر محمد الشناوي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

زهرة المدائن وسنابل القمح بديوان ألغاز متاحة للشاعر محمد الشناوي

ألغاز متاحة ديوان بالعامية المصرية للشاعر محمد الشناوي

  نشر في 17 ديسمبر 2017 .

زهرة المدائن وسنابل القمح بديوان ألغاز متاحة للشاعر محمد الشناوي

ألغاز متاحة ديوان بالعامية المصرية للشاعر محمد الشناوي

صدر ديوان "ألغاز متاحة" للشاعر الدقهلوي محمد الشناوي الشيوي عن دار شعلة الإبداع، وهو ديوان بالعامية المصرية ، الطبعة الأولى 2015، ويقع الديوان في 96 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على 21 قصيدة بالإضافة للإهداء، علما بأن الشاعر من أبناء قرية برج النور الحمص – مركز أجا، وعضو نادي أدب أجا.

قصائد الديوان مليئة بالمشاعر الممزوجة بالحزن والشجن، فالشاعر مهموم بالوطن وما به من مشاكل يومية يمر بها الإنسان المصري عبر يومه، قصائد ترصد الواقع وتستشرف المستقبل، كتبها بلغة مصرية عامية وبلهجة قروية من الريف المصري الأصيل.

أتت القصيدة التي يحمل الديوان عنوانها "ألغاز متاحة" رقم 17 في ترتيب قصائد الديوان (ص76-79).

سنابل الألغاز:

ففي قصيدة "ابتسامة" (ص4-8)، شبة الشاعر الرحمة بالسنابل الخضراء:

والرحمة تِخضَر سنابل

يراعاها المولى الديان

أما بقصيدة "ألغاز متاحة"، فجاءت السنابل القمح التي لها رائحة الياسمين، فكأنها سنابل ورد وليست سنابل قمح:

سنابل قمحنا ياسمين

وتتبعتر على كفوفنا

قلوب خضرة لبني آدمين

بينما في قصيدة "معشوقتي" (ص44-47)، قام الشاعر بدمج الزراعة والصيد في شطر شعري واحد، فقد جعل سنابل القمح تجمع بالشباك التي يصطاد بها السمك، فحبوب القمح أو السمك كلاهما خير، وكثرتهم تدل على النماء والبركة:

ويطرح صبر في كفوفه

سرســـــــوب أمــــل

تبقى سنابل قمح في شباكي

مين اللي غزلك في الفضا قصة

اسم المحبوبة داخل القصيدة:

أن يكون الشاعر قادر على الكتابة في أي موضوع، فهذا يدل على امتلاكه للموهبة الشعرية، وأنه قد وصل بأدواته الشعرية للتحقق، وما القصيدة إلا فكرة قبل أن تصبح أبيات شعرية، ومن قصائد ديوان "ألغاز متاحة" للشاعر محمد الشناوي، التي تحتوي على لمحة ذكية منه هي قصيدته "عبير الروح" (ص33-34)، فقد جمع فيها عدة أسماء للمحبوبة، أو بالأحرى جمع فيها اسم من وقع في حبهم أو الإعجاب بهم، فالقصيدة تحتوي على اسماء – "عبير، فرحة، نشوة، غادة، سارة"- قد يظن المتلقي أنها مسألة سهلة تضفير كل هذه الأسماء في أبيات شعرية سريعة ومكثفة، والرد هنا حاول عزيزي القارئ تقليدي هذه المحاولة وتطبيق هذه الفكرة، كما فعل شاعرنا:

عبير الروح

كل ما أحاول أعرف اسمك

مهمـا بقـرب ليكي بتــــوه

يمكن فرحـة يمكن نشـوه

ولا عنيكي السود غلبـوه

يمكـن غـاده ولا ريـاده

ولا سعادة البيه سجنوه

يمكن ساره ولا إمـاره

ولا غرام الناس حبوه

وما فعله الشاعر هنا من توظيف اسم المرأة في القصيدة ليس بالجديد، فقد قطنت المرأة إحساس الشاعر الجاهلي فمضى يبتدئ بها شعره، ويجهر باسمها ومشاعره نحوها، إلا أن الذي يستدعي التساؤل تعدد أسماء النساء عند الشاعر مما يوحي بأن الشاعر الجاهلي يوظف اسم المرأة لحاجة في نفس يعقوب. يتوقف القارئ للشعر الجاهلي أمام أسماء متعددة يجدها متكررة بين الشعراء كـ(سلمى)، و(سعاد)، و(فاطمة)، وغيرها، ويلحظ أن بعض الأسماء تتكرر، وتتعدد في شعر الشاعر الواحد، ويرى القارئ المهتم بتذوق الشعر في اسم المرأة داخل القصيدة حورية من حوريات الشعر رطبة أبداً، كأنها لحن من لحون الأبد، انتقاها البيان ورفعها إلى عالم البقاء.

القدس:

تعد القضية الفلسطينية والقدس قضية القضايا وإشكالية الإشكاليات العربية والإسلامية منذ ان استيقظ العرب على وجود كيان لقيط عام 1948، ومن يومها إلى الآن لا تخلو الكتابات الأدبية على كافة أشكالها شعرا أو نثرا، ومن كل الأقلام العربية من ذكر ومناقشة وطرح القدس والأقصى الشريف، وبما أنني اكتب تلك الرؤية التذوقية عن ديوان "ألغاز متاحة" للشاعر المصري العربي المسلم "محمد الشناوي الشيوي"، في النصف الثاني من شهر ديسمبر 2017، ففي خطاب استفزازي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر 2017، أعلن فيه القدس عاصمة لدولة (إسرائيل)، وأنه أعطى تعليمته إلى وزارة الخارجية الأمريكية للبدء بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس باعتبارها عاصمة الشعب اليهودي منذ العصور القديمة، فهيا بنا نقرأ جزءاً مما كتبه شاعرنا محمد الشناوي في قصيدته "كدابين" (ص19-24) عن القدس ومدن عربية أخرى بالعامية المصرية:

ويا كل حقوق الضايعين

يا ضمير العالم يا فاتنه

ومقطع فينا بسـكاكين

بتزين صدرك وتبعنـا

وواخدنا طريقك على فين

لا القدس بتسمع صرختها

وطربلس ودمش أخوتها

واللا أنتا ودانك من طين

وهكذا يطرح الشاعر عدداً من الإحالات التي تسيطر على ذاته وواقعه من خلال العلاقة بين الصوت الدال على المعنى، كون الإنسان جزءاً من الواقع.

بقلم

محمود سلامة الهايشة

عضو نادي أدب قصر ثقافة المنصورة

ومحاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة

elhaisha@gmail.com 


  • 2

   نشر في 17 ديسمبر 2017 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
فعلا نحس بالابداع من الابيات التي ارفقتها،سررت بتعرفي على شاعر مصري اخر،الشعر باللهجة المصرية،له نكهة خاصة،شعراء كاحمد فؤاد نجم وهشام الجخ تركوا بصمة في نفوسنا،نعود الى عين الناقد ،رغم قصر المقال. وهو ميزة فلا تمل القراءة،نجدك تعرضت الى نقاط مهمة نغفل عنها كقراء ،وتبين مدى ابداع الشاعر والناقد معا ،تحياتي،دام قلمك سيدي.
0
محمود سلامة الهايشة
أشكركم على القراءة والمتابعة والثناء
خالص تحياتي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا