تظل بعض العلاقات قوية تحت غطاء الستر فإذا كشف عنها الستر انهارت و اذا فضحت تفاصيلها صار من الصعب ترميمها  و تجاوز الأمر ..

اعلم ذلك جيداً .. لكنني في لحظة ضعف اخترت الفضح و الصفح ..

أن تعود الينا حتى و لو مرغما يكفينا .. تعود و حسب لكي لا ينهار بعدك كل شيء ..

لكي لا يموت كل ما تعلق بك و استمد منك قوته ..

لكنك مُصرٌ على أن تخذل كل شيء .. و أن تقطع كل أمل ..

أن تتركنا في منتصف الطريق بصحبة اليأس يفتك بتفاصيلنا ..

يأكلنا شيئا فشيئا .. يرهقنا .. يطفئ الرغبة لدينا بالعيش .. يمنعنا المحاولة و المثابرة .. يلتهم شغفنا و اصرارنا ..

فنقف مكتوفي الأيدي .. حُزانى على ماض رضينا عنه و على حاضر لم نتستطع اكماله و على مستقبل يتداعى علينا ..

حتى افترقنا ذات يأس تفوق على أساليب الصبر فينا

تفوق على الماضي و على الحاضر .. تفوق على أنفسنا و ذكرياتنا

ومها ظننا أننا لن ننجو دونك .. ظننا أنها النهاية .. و انه قد انتهى الأجل

لست أذكر كيف أكملنا الطريق .. لست أذكر كل تلك العقبات السخية التي أنهكتنا ..

لست أذكر عدد بحور الدموع التي علمناها المد و انهيناها بالجزر

ما عدت أذكر من كان أكثرنا تمسكا بالآخر ..

ليتني لم أتمسك بك كثيراً .. ليتني اختصرت الألم و تركت الحبل في بداية الطريق ..

لأننا أصبحنا بخير .. بخير أكثر مما نتوقع ..

كانت محنة قاسية بل كانت أكثر الفصول صعوبة في حياتنا ..

حتى اللحظة الفاصلة .. بعدها .. كان كل شيء على مايرام

اكثر مما نتوقع ..