تتمتع منظمات المجتمع المدني في العراق بمساحة من الحرية وتمتلك الخبرات والتجارب التي تفتقدها المؤسسات الحكومية في تحديد أهدافها، ووسائل العمل، واختيار قياداتها، وتنفيذ برامجها على أساس أنها لا تهدف لتحقيق ربح ما , يضاف لها مساندة ودعم المنظمات الدولية لها مع ضرورة تميزها وتمسكها بالقيم النبيلة مثل الثقة والمصداقية. في كل ما تقدم من هذه الامتيازات والمميزات التي تتمتع بها منظمات المجتمع المدني، كان لزاما عليها أن تستثمر الفرص التي أتيحت لها كي تبدع وتتطور وترتقي.

إن المشكلة الأساسية لعدد كبير من منظمات المجتمع المدني في العراق هو عدم قدرتها على حمل معاناة المجتمع التي يفترض أن يكون ذلك هو السبب الأساسي لنشوء هذه المنظمات والمساعدة في تخليص المجتمع من كثير من العلل التي يعاني منها منذ حين.

بدا من شهر اذار "مارس" 2018 اتيحت لي الفرصة المشاركة بالمساق الاول لبرنامج بناء وانتاج وتشارك المعرفة لمباديء الحوكمة مع معهد الفضاء المدني ... وجدت نفسي تواقا للمشاركة بهذه التجربة .. منحتني املا للمساهمة من الان بتحسين جودة الاداء وجودة المهام والاهداف والنتائج لمنظماتنا وجمعياتنا في بلدي .. تعلمت من المواد التدريبية الاسبوعية المقررة وازددت معرفة .. ابهرني اولاء الملهمين "الميسرين" ...كانوا معنا في كل وقت.. زرعوا عندي الشغف بالتزود من المعرفة ..يستحقون الحب والتقدير والاعجاب . شهران تبادلت فيهما اطراف الحديث بشان المجتمع المدني مع اخوات واخوة من العالم العربي, اشتركنا معا في كتابة المداخلات وقراءتها وابداء الراي سواءا بشكل فردي او على شكل مجموعات لانجاز بعض المهام الاسبوعية .

شهران تعلمت منهما ان الخطوة الاولى من رحلة البناء هي الاهم .. ان يكون هناك نظام اساس يكون وثيقة عهد ووعد والتزام ومسؤولية ..وفي ذات الاتجاه ينبغي تعزيز سياسات الشفافية والالتزام بتطبيق مبدأ الإفصاح ، وتطوير طرق وأساليب الإدارة وأنظمة الإشراف والرقابة من أجل تقليل المخاطر وتطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة في الكفاءة، والفعالية والاستجابة، والعدالة، والمشاركة والمساءلة، وسيادة القانون، والقيم – التنوع والاندماج الجماعي – والفعالية التظيمية – وتوزيع الحقوق والمسؤوليات واهتمام الإدارة بالمصالح الأساسية للمجتمع ورسم الحدود الفاصلة بين المصالح الخاصة والعامة وقياس مدى تأثيرنا على مستوى صانعي القرار

شهران شكلا بالنسبة لي حافزا لاقناعكم وتشجيعكم ايها الاحبة في منظمات المجتمع المدني في العراق للبدا بمرحلة جديدة من اعادة البناء وفق مباديء الحوكمة الرشيدة., خمسة عشر عاما من العمل المدني عملنا بجد ومثابرة رافقها الكثير من التضحيات وواجهتنا الكثير من التحديات ... هناك انجازات حققناها في مكان ما .. لكننا للاسف لم نتمكن من احداث بعض التغيير في مجتماعاتنا ولم نستطع تحقيق الاثر الذي كنا نطمح لتحقيقه . بكل صدق وشفافية نحن بحاجة اليوم الى اعتماد الحوكمة منهجا وتطبيقا , مطلوب منا ان نتحلى بالجراة والارادة ونتخذ الخطوة الاولى ... نقرر تغيير واقع مؤسساتنا من اجل غد افضل لمنظماتنا وجمعياتنا ومن اجل مجتمعنا المحلي ..شكرا مرة ثانية لجميع القائمين على هذا البرنامج ولجميع رواد المعهد الفضائي .

حمزه مطلك / العراق