بدأت رحلتي مع الكتابة منذ فترة ليست بالطويلة ولا يمكن توصيفها بالقصيرة أيضا، تحديدا منذ بداية دخولي الجامعة واختياري لمجال الصحافة كمجال دراسي بها، في البداية كنت أكتب بدون هدف واضح دون تخطيط أو اختيار حتى للمجال الذي أريد الكتابة عنه، فقط أكتب كتكليف من الجامعة في الموضوعات التي يتم فرضها على وفى المجال الذى يريدونه هم وليس أنا , ربما بسبب ذلك لم تكن الكتابة من ضمن اهتماماتي في البداية أو من ضمن الهوايات التي أمارسها بحب وشغف مثل القراءة على سبيل المثال , فلم استطع فعل ما كنت أفعله مع القراءة انا افصل مقتي لقراءة كتب الدراسة البالية التي كنت أبغضها عن الكتب التي احبها واختارها بنفسي لقراءتها، انتهت رحلتي مع الجامعة وظننت إن رحلة الكتابة انتهت أيضا ولكنها على العكس بدأت وكأنها قدر يختار صاحبه دون ميعاد كأنها كتبت على ولم يكن لي يد في اختيارها فبقيت أكتب وأكتب لا أعلم متى سأتوقف ولا أريد أن افعل , الاف الأفكار تغزو عقلي وتريد أن تتحرر ومئات الصرخات المكتومة تريد أن تخرج ويسمعها أحد، عشرات التساؤلات تنتظر إجابات كلها في انتظار جره قلم صغيرة تحولها من مجرد فكرة بسيطة إلى واقع ملموس, من وهم إلى حقيقة , من تساؤل ينتظر إجابة واحده إلى أخر لدية مئات الإجابات.
ولكن بقي سؤال واحد يدور في ذهني ويشغل بالى وهو لماذا نكتب وما جدوى ذلك؟ ما الذي يجعل شغفنا وتعلقنا بالكتابة يزداد يوما بعد يوم؟ قرأت كتاب يدعى "لماذا نكتب" الكتاب تجميعه لعدد كبير من الكتاب يجيبون على السؤال الذي طرحته الكاتبة واختارته عنوانا للكتاب، وجدت أن الكل يكتب لهدف، الكل لدية سبب من أجله يمسك بقلمه كل يوم ويبدأ في الكتابة، في هذا الكتاب وجدت مئات الإجابات على سؤالي.
أكتب شكوى وتألم من حالي لأعبر عما يدور بداخلي من حزن وألم من فرح وشجن لأجد من يسمعني ويشعر عما يدور بداخلي يشاركني حزني ويسعد لفرحى، اعتبر الكتابة متنفس خارج الواقع الذي اعيشه، ربما لآن تلك الطريقة الوحيدة التي أستطيع التعبير بها ولآنها أيضا الطريقة الوحيدة التي أعلم أن هناك من قد يهتم لأمرى من خلالها.
أكتب نيابة عمن لا يملكون حق التعبير أو لا يستطيعون، هم ينتظرون أن يجدوا أحد يشعر بهم ويعبر عما يجول بداخلهم مثلما كنت اريد أنا.
أكتب لان الكتابة هي الملجأ الوحيد الذي أعرفه ولا يمل منى ابدا أنفس بداخله عما يجول بصدري وأعبر عن مشاعري تجاه من اريد من خلالها، اعبر عما أخشى قوله واخرج صرخاتي المكتومة التي ان لم تخرج ستخنقني والتي لا أستطيع إخراجها من فمي فتخرج من قلمي نيابة عنه.
أكتب لأهرب من وحدتي لأجد ما يشغل وقت فراغي ويملآ حياتي بعيدا عن الترهات التي قد تضر أكتر مما تفيد بكثير ولأنها العلاج الذي يدوي جروح الوحدة ويحصنها من كل الامراض المصاحبة لها المتمثلة في الاكتئاب والأفكار السوداء التي قد تدمر عقلك وتحرق ذهنك من كثرة التفكير بها.
أكتب لأحادث غيرى من أي مكان في العالم ممن يتحدثون مستخدمين قلمهم ويعبرون عن أحاسيسهم بالطريقة الوحيدة التي يملكوها ولا يعرفون غيرها ولأن هناك من يكتب ويقرأ لغيره وأحب أن أكون واحده منهم، أحب أن أشارك غيرى ممن يتشاركون نفس الموهبة وطريقة التفكير و يا له من شعور أن تمتلك أصدقاء من نفس طينتك ويتشاركون الاهتمامات ذاتها.
أكتب لأعيش حيوات كثيرة بدلا من واحده فقط والتي لا تكفيني بالطبع , فالجميع يعيش حياه واحده اما من يكتب فيعيش الف حياه.
أكتب ليظل حديثي موجودا دائما يتذكرني الجميع به ولا يختفي ولا يتبخر في الهواء مثل الحديث الأخر.
أكتب لأن هناك الكثير مما يستحق الكتابة عنه، ما يحتاج النقد وما يستحق الإشادة، المسكوت عنه ويخشى فضحه وما يتمنى ذكر أسمه بعد إنجاز صغير حققه، أكتب لأن من يكتب صاحب رسالة نبيله وأتمنى أن أكون واحده منهم، أكتب لأني قد يكون لي السبق يوما ما في تغيير جزء ولو بسيط في هذا الواقع البائس الذي يعيشه الكثيرون، أكتب ببساطه لآنى أحب الكتابة ولم أعرف يوما طريقاً غيرها.
لهذه الأسباب أكتب ولأخرى يكتبون هم، الجميع أجمع أن الكتابة اختارتهم ولم يختاروها هم، هم من وقع عليهم الاختيار ولم يتأخر أي منهم عن واجبه، الكل يكتب لا للتسلية او أشغال وقت فراغه وإنما لسبب قد نعرفه أو لا , كلنا وقعنا آسري لشباك الكتابة ولم نتمنى الخروج منها أبدا، تمر اوقاتا صعبه على الجميع يفقدون الامل ونتساءل عن جدوى من نفعله ولكننا في لنهاية لنعود لنمارس فننا الذى لم ولن نعرف غيره قط فهو طريقنا الذى سنكمل رحلتنا فيه سواء أكان هناك جدوى مما نفعله أو لا، يسمعنا أحد أم تبقى أحاديثنا صامتة، نجد تأثيرا لكلامنا هذا أو يمر مرور الكرام سنكمل طريقنا ونستكمل رحلتنا التي بدأناها ولن ننتهى منها ابدا ..
-
سلمى آدمصحفية , أعشق السينما والموسيقى والكتب الجيدة .. أحب المناقشات المثمرة وأتقبل جميع الاراء بصدر رحب . قلمى سيفي وعقلى سلاحي ..
التعليقات
قد سبق لي وقرأت في احد المقالات الأجنبية ان موهبة الكتابة شئ فطري ، وهذا صحيح فمن احب الكتابة بلفطرة قد يبتعد عنها لكنه يعود وكأنها مغناطيس تجذبه إليها كلما حاول ان يبتعد ..
نحمد الله على هذه النعمة فقد أختصنا بها دون غيرنا ..
رائعة يا سلمى اتمنى لك كل التوفيق (:.
مشكله الكتابة انها احيانا تهرب لحكمة ثم تعود لتسيطر على الوجدان
اشكرك على ذكرك كتاب لماذا نكتب واطلب منك من فضلك رابطا له ان كان موجود الكترونيا
دمتى مبدعه ^_^