كتبت بوقت ما بين عامي 2008 و 2010 حول تكوين النفس وكيف تخيلت الموقف كان قد يكون :
في جلسة صدقٍ تربعت روحي قبالتي و شرعت تحدثني عني.. عن أشياء أعلمها و أسرار لا أدري متى ولدت. إذ أنها ولدت بصمت بعيداً عن وعيي.
حدثتني عن تكويني، إذ كنت حينها لا أزال بعد عجينة طرية تتمايل بانسيابيةٍ بين يديه. و من بعيد، كانت أصوات قدسيةٌ جميلةٌ تنساب مع الهواء، و كان لصدى تلك الأصوات لون الخشوع الذي كان سيد المشاعر آنذاك.
بعد أن تشكلتُ، وُضِعت -كما قالت لي روحي- برفق فوق أرضيةٍ ما لامستُ مثلها بعد ذلك قط. و كانت أعين أصحاب الأصوات القدسية الدافئة تنظر إلي بفضول، و راحت تلك المخلوقات الوقورة تتحدث و لكن أذني البشرية -على حد قولها- لم تستطع حينها التقاط الصوت و ظل الأخير ينبعث في الهواء و يقف دون حراك فوقي متأملاً إياي هو الآخر... جاءت أخيراً اليد الحنية لتكمل تكويني فأغمضتُ عيني.
و”نُفِخْتُ فيكي“.. استطردت روحي قائلة.
صمتَتْ روحي هنا و أغمضَتْ عينيها محاولةً استعادة ذلك الشعور العذب ثم ابتسمتْ و قالتْ: (لا تقلقلي.. ما زلت أشعر باليد الحنونة تحيطنا من كل جانب، و لا زلت أشعر كل صباح ما بين الحلم والاستيقاظ بوجود تلك المخلوقات الوقورة حولنا، فأجول بنظري باحثةً عنهم..إلا أنه تصعب رؤيتهم حينما نستيقظ وتحجب الحياة عينينا عن التبصر!
إني أشعر بهم، أشعر بالملائكة حولي، و أشعر بنظراتهم تحيطني و لكني لا أستطيع لهم رؤية.. إنهم هناك في قلبك أيضاً !) و أشارت بيدها إلى قلبها.
(إنهم حولك، تحت كل شجرة تمرين بها، يُحَيُّونَكِ بحُبٍّ و ينصتون إلى قلبك. أنصتي و لو لمرة، و استلقِ باطمئنان فأنتِ بين يدي الله !).