هناك خلف مقامات ليل ما بعد الثورات
قبعت درويشة ترتل بأفصح اللهجات
هل صدقت؟لا
لكن وجدت من يتبع الجهالات
ربما صاحت يوما في ثورة أو هتفت في مسيرات
لكن ما أكذب نفس تتحدث ثم تطيل إطالة بلا وقفات
وراء الواقع الغير ملموس فيه أثر الكلمات
كانت وراء تلك الفصحى دنو الأنفس والسخافات
بدأ الليل يظلم ومعه صقيع ترتجف له أقوى البنيات
احتار الناس فتناثروا كأنهم فيض فراشات
لهثوا خلف سرابات شتى وتفرق وشتات
ظهر هناك خلف جبال الثلج وهج دافئ مثل الشمس
فالتمسه كل من أخذته الرجفات
نثر هناك كل الرهبان تراتيل لمعافاة أصحاب الأنات
هل صدقوا؟ لا
كيف نغير أنفس بأن تسحر أعين أو تخدع في صميم ثوابتها بترنيمات
ربما فعلوا خيرا أو كانوا عونا لجميع الناس في الشدات
لكن ما أكذب أن نخدع إنسانا فيوقن أن الصدق تلاشى في الظلمات
ووراء تلك الترنيمة ألوان شتى من الكذبات
لم يكن السوء في ذات الدرويشة أو الترنيمة
إنما في ذاك الصدق المفقود
أن تصدق في الإنسان فلا تخشى الخداعات أو الكذبات
لا أن تلوى الكلمة فيقولوا اقبلها هي عثرات انسانية وزلات
إن البلوى في فقد التصديق أصعب من كل الصدعات
ترفض أن تتعاطى الكذب في الثورات وفي الأديان بثبات
توقفك مجرد درويشة لتطعن صدقك أثناء استكمالها فيض الكذبات