قصيدة ( أغنية الوجود )
ليتني أحيا لأكتب عن الصمود, ليتني أعزف أغنية الوجود, ليت صوتي يظل للخلود♥
نشر في 13 يونيو 2018 .
الطفلُ اليبابُ شريدٌ بذاكرتي :: مختبئًا خلف جدران القدرِ
ما له غير أشواكِ غربتهِ :: نابتةً في مقلتيه مثلَ الشررِ
ظمآنٌ يسقيه غناء الوجود :: وهو في الوجود كالصفْرِ
أفيستباحُ غناؤه إذا دنتْ :: منه دموعه في لحظة السمرِ
فيا عيناي أقلعي هذا نداؤه :: عبثًا فهو في دياجي السهرِ
مُلثّمًا في عُودهِ لا يُرى هو :: شبحٌ بعمق كهوف الفقرِ
وخطيئته خطيئتي وشدوه :: أغنيتنا الوجود لسحق القهرِ
من ذا يؤويه حين يرتحلُ :: منفيًا إلى سراب هذا الدهرِ؟
كنتُ ظله فيا ليتني أكتملُ :: به فنغزلَ أوصالنا كالجسرِ
لقد مات عامٌ فعامٌ والعمرُ :: تلقاه مخالبُ اليوم والشهرِ
نغمةٌ بحقائب الذين عبروا :: فمنْ ذا يودعها عند السفرِ؟
***
أواه أفإن متُّ الآن أوغدًا :: لأصْبحنَّ بين حطام البشرِ
يخبزني لا شيء لأكون شيئًا :: فيغتالني شغفٌ لا يدري
شاحبًا يدثرني ليلٌ ولكنه :: يدفئني بأمواجه من سقــرِ
والظلام يبوح ادنُ مني أما :: الصباح فغائبٌ عن نظري؟
والشوق لأغنيتي قد أضناني :: لقاءٌ تمحوه عواصفُ البحرِ
بين الصمت والصمت أتنفسُ :: تحت الرمال نحيبَ الجَورِ
أين هم الرفاق من هزائمي؟ :: أ تركوني في قبضة القبرِ؟
بين ضَمَّة السكون ورفاتي :: أذوقُ مرارة خيبات القمرِ
أبكي بكاء فراشتي عندما :: تفرُّ مختنقة من فقدان الزهرِ
وسهاد أجفاني يحتلني كحُبٍ :: عابرٍ ابيضَّ لأجله بصري
هي حبيبتي سُرِقتْ يا ويلي :: لما عزَفْتُ اسمَها على الوترِ
أفكيف أكون وهي نائيةٌ عن :: قلبٍ منكسرٍ يتفتتُ كالدررِ؟
والنبض يخرُّ وتنزف رئتي :: صراخًا قاسيًا مثل الصخرِ
وأناملي تكوِّم أنشودتي الهشة :: المشتعلة في كفوف الجمرِ
***
إنني أنا المسجون في غنائي :: لا صدى لي غير الضررِ
أهمس إلى الريح لتحملني :: وللمساء كي يُطلَّ مع قمري
فقدتُ أناي بهجرانه ألا ليته :: قال: إن روحكَ لي مَهري
ولستُ أقاومُ الشوقَ لراحلٍ :: كان وطنه فؤادي وصدري
وما هزيمتي أمامه إلا نصرٌ :: لعمري هي أعظم نصري
أكادُ أُجَنُّ لو لمحتُ طيفه :: يمرُّ كالنسيم كالخيال كالسحرِ
أغلقُ عيناي عساي أراه :: في الحُلمِ يُحلقُ أو في فكري
أفألقاه ثانية؟ عُدْ يا هذا :: إني أموتُ فيك يميتني صبري
أحنُّ إلى أمي وليتها معي :: تعانقني عناق الحمائم للشجرِ
أي أبتاه قد مُزِّقتُ فانتشلني :: حيثما تكونُ يا سنا البصرِ
من يضمني أستغيث بقواي :: وبالماء بالهواء بالصخرِ
واعيناه تنزُّ دمًا دمًا يمدهُ :: دمٌ حزينٌ في مدينتي يجري
ها أنتَ يا ذا الضجيج هناك :: كنجمة في معتقل الظُّهرِ
ألقاكِ يا وحدتي الخالدة هنا :: فلأنتِ أمنيتي ساعة الهجرِ
وا كبدي قد صرتُ ميتَّمًا :: الوجعُ بركانٌ يلهو بصدرِي
***
أغنيتي لمَ الفراق يا كوني؟ :: أنا في هواكِ تمتعتُ بالعمرِ
أيا رغبتي العابرة ارفقي :: بكِ بجسدي النحيل واعتذري
فأنا الطفل الممزَّقُ أكتفي :: بكِ برعشة الحنين إلى الفجرِ
الفجر الفجر ما أنكرني :: وكل العالمين قد ذبحوا فجري
فبعدك كل الأوراق ذابلةٌ :: شوقًا تئن إلى صبا القطرِ
قصيدتي يا أعمقَ الأوطان :: إليَّ تعالي قبل جفاف النهرِ
فلأنتِ البدايةُ وأنتِ النهاية :: ولأنتِ صِباي وأنتِ كِبَري
ابن قصيدتي أنا فكيف أحيا :: بدون أمي وبلا حِبري؟
عُدْ صديقي فنُدْبة الفراقِ :: تبعث بداخلي أبواقَ الزُّعرِ
عُد يا نورسي فأنا أنتظرُ :: خوفًا من أن يهدموا وكري
فتراني في الأنقاض أحتضرُ :: مدفونًا تراني في الحفرِ
العذابُ في وتيني وكم من :: سهامٍ قد استوطنت ظهري !
كم أحببتُك يا وطني يا :: أمسي وحاضري أيا فخري
ما عاد في حرفي حياةٌ :: أنا المقتول في الشعر والنثرِ
لله شهقاتُ قلبٍ إليك شاكيةً :: ترجوك في السر والجهرِ
عُد لي فإن الدربَ مُظلمةٌ :: حائرًا أين نوركَ يا بدري؟
دعنى أراك دعنى أراكَ :: خذني منِّي إليك جنةَ القصرِ
يا كُلِّي وبعض ألمي أنتَ :: فيني يا أجملَ حُلمٍ في عمري
سواكَ أنا رمادٌ أنا ترابٌ :: أنا الإعصار بداخلي يسري
أنا منسيٌ أنا مُتعبٌ أنا مُعتمٌ :: أنا شهيدٌ برائحة المطرِ
♥ ♥ ♥
-
Mohamed Farouk♥ أنا الكـون الجميل :* أنا الحرية , والحياة , أنا بحبك ياربي وبس ☺ فـ كن معـي حتى نلتقي