(...)
وإنْ كَانَ لهذِه الأمّة كبوة وفترة، نَال فيهِ منهَا العَادونَ ممن -يفترض- انهم من جندها قبلَ الأغراب ما نالوا، واستُبيحَ حِمَاهَا وأهلُوها جَهارًا..
وإن كَان لهذهِ الأمة زمنٌ، صارتْ فيه نساؤها كلهنّ "بنت عمورية" و -الظاهر- ما من معتصم..
وإنْ كانَ -كمَا يحسبُ الظالمون- في جلّ بقاعِ الإسلام التّي هي حلّ لهم -طوعًا وكرهًا- أن رجالَهَا ضَعُفوا واستكانوا وقعدُوا في وجاهةِ المصائب كالنائحاتِ يندبُون قتلاَها وبيتوهَا المنكوبة وشجَرهَا المقلوع وطيورها المذبّحة والمهجّرة ..
إن كَان لهَا زمنٌ يُعتقدُ فيهِ أن ضحِكاتِ العدُوّ الساخرة بساحاتِ المسجد الأقصى وهزّاتِ حواجبهم انتصار، وأنّ بحور الدمّ التي تموج بكلّ شبر من سوريّة وعراق شريعةٌ لا محيدَ عنهَا أو لِعبةٌ او"قدرُ الله" كمَا يُفتي عُبّاد البلاط..
فإن لَهذه الأمة شرّة ومجدٌ ورفعة والحربُ بينَنَا وبينَ الأمجادِ سجال , وأيّامنا إن بقيَت حبرًا على ورَقاتِ التّاريخ فَـ"تلك الأيّامُ نداولها بين النّاس".. وستَقومُ لاهل هذا الدين قائمةٌ يبهتُ لهَا الحاسدون ..
ستقومُ على أكتافِ وُلاةٍ تقاة "لا يعصونَ الله ما أمرَهم" (غيرِ هؤلاء)
ستقوُم بأيدي حُمالِ الزناد في دغائر الجبالِ ..
ستقومُ بقلوبِ الصادقينَ الذين صَدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ من قدرُوا الله حقّ قدرهِ وأخذوا منه موثِقًا ألاّ يُؤتى الدّين من قِبَلهم، الّذين كانوُا للإسلام حصنًا حريزًا لا تجاوزهُ شبهة !
ستقومُ بالنساءِ، بأرحامِهنّ التي يَنبُتُ فيهَا -من صلاحهنّ- للرحمَانِ نُذُورًا لا ترضى الا زغاريد الرّصاص في زفّاتهم، الا أن تُغنّي ورودُ الدّار لهم مواويلها وهيَ تهفّ على نعاشهم !ا
بأيَاديهنّ التّي خبزتْ عجينًا من دقيق وعزّ وماء وجوهٍ كريمة وقلوبَ "لا تقبَل الضيمَ في دينِها وعقيدتها أبدًا !"
ستقُوم بأسرَاها ... براكينُ تحسبُها خامدة وفيها اللظى، حراراتٌ بعضهَا فوق بعض ...
بدعوَاتِ كلّ مظلوم رأسه بحبَالِ المشانق ورّثه نوحٌ دعواته "اني مغلوبٌ فانتصر"
ستقوم بأطفالهَا، بأيتَامِهَا ..
بأئمّتها على المنابِر..
ستقُوم بأسنّة أقلامِ مفكّريها في المعتقلاتِ ، ستقومُ بسياط الجلادين أنفسهم "إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" ..
ستقومُ بإذن ريها وما يُدريكَ
-
شيماءثم يُصبح في قلبك سلام.. مثلَ شجرة طيبة في ارضٍ بعيدة، عُمرها ألف عام، لا يعرفُ سبيلها إلا أنت ومن تُحب، وطير السماء…