ذلك الكتاب 1 (لغة الله) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ذلك الكتاب 1 (لغة الله)

  نشر في 28 فبراير 2015 .

    ذلك الكتاب المبهر المدهش..ذلك الكتاب المحير المعجز..ذلك الكتاب المقدس الهادي للطريق..ذلك الكتاب المعلم المتحدي..ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين..أحاسيس لا تفارق القاريء المتأمل للقرآن خصوصاً في عصرنا هذا..ويقف المنكرون للإعجاز العلمي منه موقفاً مائعاً غير مفهوم..فينكرون الإعجاز في القرآن مع إعترافهم بأنه معجزة..وعندما تسألهم فما هي المعجزة إذن..يخبرونك أنها الإعجاز الأدبي البلاغي..فقط
فقط؟؟
أي هراء هذا..وأي عقل فارغ وراء هذا الكلام..؟؟هل ما تهديكم إليه عقولكم هو هذا الكلام السخيف..؟؟هل يخبرك عقلك أن بلاغة الرجل البليغ دليل على تأييده من السماء؟؟هل يخبرك عقلك أن فخامة النص الفخم..أو بلاغته أياً كان مبلغها من الأدب والبلاغة..تدل على أنها قول من عند رب العالمين..؟؟
نتفق جميعاً أن البلاغة هي من أعظم صفات القرآن..ومعجزة أعجزت الفحول اللغويين عن مضاهاتها..بل وصفت بأن لها السيادة في الأدب العربي..فنص القرآن نسيج وحده..فريد معجز غير قابل للتقليد..حتى قسمت اللغة إلى نثر وشعر وقرآن..ولكن ليست هذه النظرة السطحية هي التي جعلت من القرآن معجزة خالدة إلي يوم الدين..وليست البلاغة في السجع والكناية والتشبيه..بل الأمر أبعد من كل هذه السطحية البلهاء..
الآن نبحر سوياً في بعض من بحار الإعجاز في هذا الكتاب المذهل..
بداية فإننا نتكلم عن  لغة القرآن..فوجب علينا أن نقدم لها بقولنا عن اللغة الأصلية للقرآن..فإننا من واقع النصوص التي زخر بها القرآن وأقوال رسول الله فإننا نستطيع الجزم بأن القرآن في أصله ليس عربياً..بل القرآن ليس بلغة من لغات البشر..بل هو كلام الله..بلغة إلهية -إن صح التعبير-هي لغة الله..اللغة التي كتب الله بها كلماته في أم الكتاب..فالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى..ومزامير داوود.. كلها نصوص خاصة لقوم مخصوصين في فترة خاصة من تاريخ الزمان..ولم يتعهد الله بحفظها لأنها ليست كالنص الدائم..النص الأخير..الذي هو الذكر..المكتوب في أم الكتاب..الناسخ للنصوص المؤقتة السابقة له..والذي يحشر عليه الناس.." وَمَاأَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ".. وكلها مكتوبة في أم الكتاب بلغتها التي نزلت بها..أما القرآن فقد أنزله الله بلسان العرب..فالقرآن الذي بين أيدينا ليس فقط  كلمة الله..بل أيضاً ترجمة الله للقرآن باللغة العربية..وبإمكاننا الإستدلال على ذلك من نصوص عدة..
كقوله تعالى في سورة يوسف " الر* تلك أيات الكتاب المبين *إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون "..هنا يتكلم الله وكأنه يصف "الر" بأيات الكتاب المبين..ثم يتكلم عن الكتاب المبين واصفاً إياه بأنه أنزل عربياً..أي أن الكتاب المبين في السماء بلغته الأصلية الإلهية..ونزل على الأرض حين أنزل..عربياً
ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى " كتاب فصلت أياته  قرأناً عربياً لقوم يعقلون " فصلت 3 وفي الزخرف..تكاد تُحسم القضية فيقول الله "حم*والكتب المبين *إنا جعلنه قرأناًعربياً لعلكم تعقلون*وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم *" الزخرف 1-4
هنا يتكلم الله عن (حم والكتب المبين) ثم يقول إنه جعله عربياً..أي أنه غير عربي في الأصل..بل هو أعلى وأجل من هذا..فيقول إنه عندنا في أم الكتاب لعلي وحكيم..ولكنه جعل عربياً حال التنزيل..لعل البشر يعقلوه بعدما نزل بألسنة أخرى على أقوام أخرى تم تحريفه والإلحاد في أياته..ومما يؤكد هذا..تعدد قراءاته..فإننا في ترجمتنا نحن أهل الأرض من الإنجليزية للعربية مثلاً نعرف كلمات يكون لها معان مختلفة برغم من كونها كلمة واحدة في الإنجليزية..والقرآن لغة إلهية..والكلمة في هذه اللغة تحمل معاني عدة في العربية تتقارب في المدلول أو تتباعد..فهذا مستساغ عندنا لا ننكره في علومنا نحن أهل الفناء..فنجد رسول الله يقول مثلاً..في تعدد القراءة المنزلة للأية الواحدة..لو قلت غفوراًرحيماً أو قلت:سميعاً حكيماً ، أو قلتُ:عليماً حكيماً ، أو عزيزاً حكيماً ف الله كل ذلك..فالإسم عند الله مكتوب بلغة إلهية..وعند ترجمته للغة العربية حال الوحي..فإن  اللفظ يترجم لسميع حكيم..وعزيز حكيم..وعليم حكيم بالإضافة إلى غفور رحيم..فالكلمة التي في أم الكتاب تحوي كل هذه المعاني..وقد فطن رسول الله طبعاً لهذا..فإستزاد الوحي في القراءات حتى وصل إلى سبعة أحرف..كلها كاف شاف..أي أن القراءات إستوفت المعاني كلها للكلمات الإلهية..وهذا يعني أيضاً ضرورة الإلتزام بالترجمة الإلاهية والنص الذي بين أيدينا..ويؤكد هذا الأحاديث عن إسم الله الأعظم..فإن رسول الله قد تكلم عنه دائماً متضمناً لأيات تحمل أسماءأ عدة وليس إسماً واحداً..ذلك لأن إسم الله الأعظم هو كلمة واحدة إلهية اللغة..فإنه يتضمن مجموعة من المعاني يعبر عنها في العربية بكلمات متعددة وأسماء متعددة فإسم الله الأعظم -إلاهياً-كلمة واحدة..وترجمته هي كل الأسماء التي في خواتيم الحشر"الله..لاإله إلا هو..الملك..القدوس..السلام المؤمن المهيمن..العزيز الجبارالمتكبرالخالق البارئ المصورالعزيز الحكيم "
فنفس اللفظة تحمل معنى التوحيد الموجود بسورة الصمد..والأسماء في خواتيم الحشر..وفي أية الكرسي..لذلك نرى أن القرآن الذي بين أيدينا علي حكيم..معجز مبهر..له عند ربه منزلة أعلى وأحكم مما لدينا..وهو بيننا دليل قاطع وحجة وبرهان..لم يكن في الكتب السماوية الأخرى..لذلك فقد تعهد الله بحفظه..لأنه حوى كل ما مضى قبله ورفع إصره..وأقر كثيراً من تعاليمه بغير إصر..فهو في أم الكتاب علي حكيم..وعلى الأرض قرآناً عربياً مترجماً لبني الإنسان..ومن هنا نقول أنه كان من الخطأ أن يُتعبد بالقرآن مترجماً لأي لغة..لأن خروجه عن لغته هو فقط تعبيرعن معناه العام فترجمته للإنجليزية مثلاً تحصر المعاني..في كلمة واحدة..تختلف في مدلولها من عصرلآخر بل ربما من منطقة جغرافية لأخرى..على حسب رواجها أوإهمالها في الإستخدام اللغوي..لا تؤخذ منها ولا يستفاد منها علوم أخرى روحية تستفاد من الوحي..فالترجمة واجبة ولكنها لغير التعبد..
والفرق ظاهر أيضاً بين بلاغة القرآن بمقاييس العربية..وبين بلاغة التوراة بمقاييس العبرية..وكذلك سائر الكتب لم يذكرعنها-لغةً -أمر ذو أهمية تذكر..


  • 2

  • sameh shawky
    سامح شوقي صيدلي المدينة المنورة
   نشر في 28 فبراير 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا