منطق الطير ( 01 ) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

منطق الطير ( 01 )

سوف تحب الفلسفة رغماً عنك

  نشر في 14 نونبر 2017 .

ــــــــــــــــ

أرى أن العلوم المجردة تملك مشاعر مرهفة ! بل و أصدق أحيانا من الشعر و الأدب و مختلف الفنون ...

الرياضيات و الفيزياء و العلوم الطبيعية .. دائما ما تعبر عن الحقائق وتضرب الجهل بمطرقة العلم فيتقبلها سندان الإنسان المبني على الإيمان و العقل ، ومن يمكنه اقتحام هذه الميادين بهذه الطريقة هي الفلسفة و فقط

عن نفسي لا أحبها ... بل هي التي تحبني ! و الحب الأبتر الذي به طرف واحد دائما ما يدوم .

سلسلة منطق الطير ستخبرك بخبايا هذه العلوم و الصورة الأخرى التي ترسمها في حياتنا اليومية ، بعيدا عن القراءة التقليدية للنصوص العلمية لنغص معاً في لغة الأرقام و النظريات ... و ليكن شراعنا من إيمان مُطلق و عقل راجح و علينا الحذر أن تغير رياح الشك و الظن و الريب ... مسار رحلتنا القصيرة .

منطق الطير ... مشاعر العلم ( سوف تحب الفلسفة رغماً عنك )

ـــــــــــ

النص الأول ( فتح الأقواس )

ـــــــ

لغة الأرقام معقدة جداَ و دائما ما تنتهي المعادلات ذات المجاهيل بأعداد سالبة أو كسور كبيرة و نادرا ما تأتي النتائج كأعداد صحيحة أو ناطقة بل تكون عبارة عن ما لانهاية من الأرقام وما لانهاية من خيبة الأمل في كل حل ... لذلك يفضل الرياضي فتح القوس لكل معادلة و إنهاء عمله الشاق بما لانهاية من الأمل لكي يقترب ولو بخطوة واحد على الأقل الى الأمام في طريقة نحو النتيجة التي سوف تقربه الى الحقيقة أكثر.

بعد الانتهاء من معادلته البسيطة يحتسي كاتب الأرقام كوب القهوة البارد بدون رائحة فرائحة الحبر تملء المكان ، ينظر الى اللوحة التي رسمتها يده المتشنجة بسبب مسك القلم لمدة طويلة وكأنه ينقش في الصخر ثم يبتسم ... أرقام عملاقة كالجبال و كسور طويلة كالجسور معلقة بها .. جذور تربعية كذبذبات التي تحدثها الزلازل .. علامات تعجب شاهقة كالمصانع يُرى دخانها من أي مكان ... فواصل كالزوابع لا تتوقف وتلقفُ كل من توقف أمامها ... نقطة في كل آخر جملة .. كأنها خسف لا يرى منه سوى السواد .

لغة الأرقام دقيقة و صعبة لكنها لا تخطئ البتة فما بالك بلغة التعبير الإنساني الذي بدوره يسعى لحل مثل هكذا ألغاز !

الإنسان أدق من الأرقام و نتائج سلوكه غير متوقعة ولا يمكن ضبطها بالأرقام ، لكن .. كلما قلتْ الفرضيات زاد الخطأ و كلما زادت الاحتمالات قل الخطأ ، من انت لتعرف من أنا !

تضع القليل من فرضيات لأي سلوك تراه من حولك لتبحث عن حل بسيط لمعادلتك المغرورة لتنهي بذلك حياة إنسان بقوس مغلق وضعته بإحكام بسلسلة من الظنون والأحكام المسبقة . لكن ضميرك المستتر يأنبك لتعود إلى السطر مجدداً لتضع أيضاً .. القليل من الاحتمالات ليزداد الخطأ خطأً و من ثم تنشره و تبسطه كعادتك ليكبر أكثر فأكثر ليعرفه كل الناس .

أنت تسجن اناس أبرياء بسبب معادلاتك الخاطئة بدون تهمة ، تضعهم في غُرف ضيقة و متجاورة بحيث لا يمكنهم حتى معرفة بعضهم البعض وسبب دخولهم لنفس السجن معا .

افتح أبواب زنزانة قلعتك فضلا لا أمراً ...

ما لا تعرفه عني وما لا أعرفه عنك هو المهم لا ما نعرفه نحن عن أنفسنا .

لو تعلم ما بداخلي من ما لانهاية من حسن الظن بك لوجدت كلمات ( صحيحة غير عشرية ) تعبر بها عوض عني لقاضي المحكمة المتغطرس ليتم مراجعة قضاء حكمي في هذا السجن المفتوح المؤبد .

دعك من لغة الارقام و منطق الصفر ... فالأرقام بدون مشاعر

أنت مكسور الخاطر و تحتاج إلى كتف كالجذر تحميك إن صغرة في أعين الناس ، علينا أن نجد حل بسيط وأن نفتح كل الأقواس في حياتنا ...

فيا قلم ... لا تغلق القوس في وجهي فأنت مرآتي فكيف لي ان أرى وجهي بعد اليوم .


  • 2

   نشر في 14 نونبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا