المشاعرُ عادةً ما تَتأسَسُ عَبرَ تجربةٍ شخصيةٍ يخوضها الإنسانُ بتفاعلاته عبر كل ما حوله .
تتجسّد في عواطفه وأحاسيسه وانطباعاته وأفكاره ونظراته .
مشاعرٌ تَحرِكُنَا , منها ما يَحرِقُنا كَوَهَجِ الصَيف , ومنها ما يَعبَقُ بِنا كوردِ الربيع , وأخرى نَثورُ بها كرياحِ الشتاء , وأحيانًا نَسقطُ معها كأوراقِ الخريف .
مشاعرُ الإنسان , كانت عبر مراحل التاريخ الإنساني - وما زالت – مسكونة في البحث الحثيث عن كيفية التعبير عن البوح , الاحتجاج , التمرد , التفكير . و لا بُدَّ من الحرص على أنْ تتجلى بكل عُنفُوانِها وزَخَمِها واتجاهَاتِها , في اكتسابِ ما يجعَلُها على قيدِ الاستمرارِ والتعبير .
بعضُ ما يَكمُن داخلَ القلوبِ من مشاعر يكونُ فاضح .
هناكَ مَن يستطيع أن يتحدث عن مشاعره بصوتٍ عالٍ , ذاك الذي يملك لغةً شاعريةُ حرة , جرأة , شجاعةُ في البوحِ .
وهناكَ مَن يحاول اخفاءها خشيةَ عدم قدرتهِ على ترجمتها في سلوكه وأفعاله وتوجهاته ومواقفه .
هناك من يخفي تلك المشاعر خلف الاحرف , تتشكل الكلمات , يستدرج اللغة ويستجمع الاحرف لتكون حصناً منيعا لتلك المشاعر .
كاشفة لأعماقه وتوجساته وانفعالاته العميقة مهما حاولَ اخفاءها أو التحايل عليها أو تكميمها أو حتى طمسها .
ألم يخط قيس بن الملوح اجمل ما خط من كلمات بحق ليلى ! .
ذلك العاشق الذي لم يضاهيه في حبه لامرأة أحد ،
لكن هناكَ مَن يرفضُ أن تندرج مشاعره تحت لغةٍ مواربة أو خجولة .
حين تكون تلك المشاعر صرخات على سلب حقه في الحرية .
وحين تكون تلك المشاعر هي رفض لخنق العقل والحرية والتفكير .
فيترجمها في لوحة تختصر كل الكلام , تحمل عبق الحرية .
كما صورت لنا يدا ناجي العلي , "حنظلة" في اجمل صورة تعبيرية , اختصرت الكثير من الكلام .
وهناك من يترجم تلك المشاعر كمعزوفة موسيقية تقطر حباً وسحراً
كما أنتج لنا بيتهوفن رائعته ضوء القمر .
لذلك ؛ علينا جميعًا , أن نُترجِم مشاعرنا الى لغةٍ بسيطة . أبسط مما نتوقع .
اتبع قلبك , سيقودك بنفسه الى ترجمة سلسة لما يَكتَنِزُ داخِلَه . . .
-
احمد الزيوددرجة البكالوريوس في الاقتصاد , أهتم بالأدب , القراءة , الكتابة . تجذبني القبضة الطينية للتراب حينًا و ترقى بي روحي للعُلا .. أنا محضُ انسان . . .