سَأَلَتهُ يوماً عن الحب فقال:
"الحُب أن تَرى من تُحب فيك، يحيا فيك، يتنفس أنفاسك، يخطو خطواتك، يعظِّم إنجازاتك، يغفر زلاتك، يهفو إليك، ويحنو عليك، يدنو منك، ويبتعد عنك، وبين التداني والبعد لقاء، وقبل وعند وبعد اللقاء فرح وشوق يزيد ولا ينقص، وحنين يفيض ولا ينضب، ودنيا تتسع وتضيق، في اتساعها أحلام وخيالات، وفي ضيقها حميمية ودفء، لا فراق وإن لم تتلاق الأجساد، ولا وداع ولو كان الفراق، والفراق والوداع وهمان لا وجود لهما، فعالم الحب يسمو فوق الملموس ويعلو فوق المحسوس.
نري بعيون من نحب ونسمع بقلب من نحب، وبين هذا وذاك حبل لا يراه الا من يحب، حبل يربط القلوب ويؤالف بين الأرواح.
ثم أردف قائلاً:
الحُب شمس وليل في آن، قمر ونهار في آن آخر، هو زاد لمن يهوى وماء للظمأى. أنا أعرف متى أحب قبل أن أحب، وأدرك أني مٌقبل على حب، وذلك في لحظة انفصال واتصال، إنفصال عن ذاتي واتصال بذاتك، وانقلاب على واقعي واتحاد بواقعك، و انقياد لإرادة قلبي وتمرد علي إشاره الخوف.
أتجاوز الرمز لأنشئ ما هو أعلى وأسمى، واخترع لغة لا أعلمها ولا أعلم حروفها ولكني أجيدها بطلاقة. هذا هو الحب كما أرى".
غامت عيناها بدمعات كاللؤلؤ إنحدرت علي وجنات من جمر .. فسمع بقلبه مالم تقله.