لن تعود مجددا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لن تعود مجددا

  نشر في 19 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

ما يحدث هناك .. لا يحدث بأي مكان ..

فجوات بداخلي مفتوحة ..و لكني عاجز عن النظر عبرها إلى الخارج تماما كما يعجز الضوء على التسلل داخلها أيضا

لم أعد أحس بكل ما يحدث من حولي .. كيف انا و ماذا يحدث بداخلي ..سعيد ام حزين ..

ما السبيل إلى معرفة كل هته الامور .. ما السبيل إلى معرفة أحاسيسنا الحقيقية وسط فوضى الحواس التي نعيشها كل يوم ..

أذكر اني ..

أغلقت باب قلبي منذ زمن و لم أكن أنتبه لطرقات المارين في حياتي ..كنت أحدثهم من وراء الباب فقط ..

لم اسمح لأحد بالدخول ..

و لم أفتح أبوابي لأحد ..

إلا هي ..

كانت إستثنائية حقا ..

رأيتها من ثقب الباب واقفة تتأمل منزلي الصغير ..

ما الذي أعجبها به ..كنت أعتقد أني الوحيد الذي يروقه اللون الابيض ..

كانت تقترب كل يوم بخطوة و كنت أنا أقترب بنظرة ..

وقفت ذات يوم أمام الباب ، بطرقات خفيفة فوق سطح قلبي منتظرة ردا مني ..

طرقت هي و عدت انا إلى الخلف بخطوات بطيئة.

ما الذي يحدث معي ..

و انا الذي كنت كل يوم بل كل دقيقة احاول رسم منحنياتها بجدران القلب و الإحتفاظ بصور لها بارشيف الذاكرة

ما بالي ...ما الذي يحدث معي

مما كنت خائفا لحظتها ..من مصارحتها ..ام من مصارحتها لي ..

كانت جميلة و مميزة ..تمد يدها المرمرية إلى الباب وتعيد المحاولة مرة أخرى ..

اصعد انا السلالم إلى غرفتي بالاعلى ..

أغلق الباب و ألزم الصمت أمام اللحن الذي تعزفه هي بالأسفل.

باليوم التالي أتت أيضا .. كنت أسترق النظر إليها من وراء بلور النافذة كانت تبدو أجمل من الأمس ..جريئة و مشعة أكثر ...

وصلت إلى الباب هذه المرة وضعت يدي فوق المقبض و لكني لم أدره ...لزمت الصمت و لم افتحه...

كانت تعرف اني قابع خلف ذلك الباب الخشبي

كانت تحاول قول شيء اعرف ..

ارادت ان تصرخ ..أرادت ان تقول إفتح هذا الباب اللعين

أرادت ان تسمع ولو كلمة أخيرة مني ..

و لكنها غادرت و لم تقل شيئا ..لم تقل شيئا ..

ولم تسمع مني شيئا

أدرت انا المقبض ..متأخرا فتحت الباب و لم أجدها ..

لقد غادرت ..

نعم غادرت

جلست هناك أمام الباب أنتظرها كل يوم .. و لكنها لم تاتي ..

كل ما تركته وراءها ..كان عميقا مثل تلك الخدوش التي خلفتها فوق باب قلبي و غادرت ..دون أن تعتذر او تصغي إلى إعتذاري ..

بعد ذلك اليوم لم أعد أغلق أبواب قلبي ..

أتركها مواربة .. أجلس أمامها منتظرا ..

لم تعد ...لم تعد ..

و لم اعرف انا الطريق المؤدية إليها ..

إفترقنا قبل ان نلتقي ..

عودي رجاءا .. فالباب الذي وجدته مغلقا ذات يوما صار مواربا اليوم .. بإنتظارك فقط ..

لم استسلم بعد ..و لم افقد صبري ..

و لكني لا اظن انها ستعود يوما ..

ربما لم يعد اللون الابيض يروقها .. و لا الابواب المغلقة صارت تثير فضولها .

ربما لم تعد تحتاج لطرق الابواب بعدما وجدت من يفرش لها عتبة الباب وردا و يشرع لها ابواب قلبه دون أن تطلب إذنا ..

ربما ..

ربما ..و لكنها لن تعود مجددا ..

ساغلق الابواب و النوافذ و لن انظر عبر ثقب الباب مجددا ..

نظرة واحدة كانت مكلفة جدا ..و مؤلمة ايضا ..

#موساوي عبد الغني 

#الجزائر 


  • 6

  • Abdelghani moussaoui
    أنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي
   نشر في 19 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Abdou Abdelgawad منذ 3 سنة
الله الله على الجمال خاطرة انسانية راقية الاحاسيس ومعبرة
2
Abdelghani moussaoui
ذوقك الجميل و إحساسك العالي استاذ عبد الجواد ..
تحياتي العطرة لشخصك الكريم ،مودتي و تقديري
آلاء بوبلي منذ 3 سنة
أسلوب جميل، بالتوفيق.
2
Abdelghani moussaoui
من جمال ذوقك ،تحياتي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا