من أرشيف مرضاي ..
أشفق عليه ذلك المريض جدا .. لأنه يحسب نفسه معافا أو بالاحرى يحسب نفسه الدّواء ..
تطبيبي الذي حُلِّفت ان لا أفشي فيه الاسرار الطبّية ، وسأفشيها ..
ولتكن جريمة ..
خير من أن أعجز عن اخراج الدّواء من دائه الذي تجاوز ايذائه لأذيّة غيره ..
جريمة ، حين يكون المريض انسانا ليس فاقدَ الانسانية ...
لم يكن مريضا .. بل مرضُه التّمارض ..فابتلاه الله بالمرض.
أشفق عليه ذو الوجه الملائكي بالوسامة اليوسفية ؛ حسبته أول مرة غازياً مثلي لكن كان سيفه وخنجره للزّينة فقط . فيداه لا هما بالبنية الصلبة ولا قلبه بالقلب القوي ّ ، قلبه قاسي سهل الانكسار ويداه خلقتا لمسح دموعه الطفولية بعد ذلك ..
دائما كنت أقول له : وجعك الذي لا تنطق به أعلمه واستطيع ان أداويه ، وحتى ضيقتك التي لا تبوح بها أعلمها وسأوسعها عليك .. فأبى العلاج وإتهمني بالزندقة .. أبى ركوب القارب الذي ارسله له الله فغرق..
حسبته يركب البحر غازيا فاذا بي اراه يتغزل بالحوريات .. حتى يمسكنه روية روية ويغرقنه في القااع ..
يراقصنه اغراءا له عن هدفه ..
كل عام يخرج من مياء البحر، نادما في ملامحه الحسرة .. ويأبى الاعتراف
ويسافر الى مركز الارض يطوف سبعا ويتوب ، ثم يعود مرّة أخرى ليذنب ..
كالثّعبان هو لم ار أجمل منه ، ولكّن سمّه قاتل ..
عجزت عن اخراج سمّه كثير الحركة هو ..
لكّن رأيته كيف يبدل غطاءه ، ضعيف جدا من دونه
دعكم منه حتى من سمّه لا يُستخرج الدّواء.
ن.ن
-
نجّار نوالباحثة جزائرية مهتمة بالكتابة الإبداعية الإسلامية .