ربما ستكون الكورونا فرصة للقيام بعملية الاسترداد الابستمولوجي في المجال البيولوجي. الكورونا و التحليل العلمي يلتقيان في العلوم الانسانية و المسار الإبستمولوجي أو القراءة النقدية للعلم ، هذا ما يذكره أدموند هوسرل معبرا عن أزمة غياب المعنى كما يقول سارتر ، حيث تنظر الابستمولوجيا إلى العلم على أنه أزمة أخطاء تستلزم المراجعات و تستلزم الإصلاح و الترميم.ربما ستكون الكورونا فرصة للقيام بعملية الاسترداد الابستمولوجي في المجال البيولوجي و العلمي و التقني .على مستوى ثقافي ، ستتغير ثقافة النظافة ، و بالتالي سيستهلك الأفراد منتوجات النظافة أكثر فأكثر ، كما سيقع الإستثمار في المواد الطبية والشبه طبية. على مستوى ثقافي جيوسياسي ستنتشر السياسات القومية و العودة إلى الوطنية و ترك التحالفات و الإتحادات أو مراجعتها. على مستوى إجتماعي سيصبح العمل عن بعد قيمة و شرط أساسي للعمل ، وربما ستغلق المنظمات و المكتبات و توفر خدماتها عن بعد . سينتهي الأمر بخروج إيطاليا من الإتحاد الأوروبي ، سيواجه الإتحاد الأوروبي أزمة إقتصادية و سيسعى إلى إسترجاع ما خسره في أزمة الكرونا و ربما لن يقدر على المواجهة و سيطلب المساعدات من أمريكيا . مع سقوط الإتحاد الاوروبي نتيجة مقاومة هذا الفيروس ، ستتأثر البلدان التي كانت مستعمرات في إفريقيا و البلدان الفرنكوفونية وهنا يعاد توزيع العالم... أزمة العرض و الطلب، يولَد صدمة العرض ، وهوما يمكنَنا من إنتاج أقل من ذي قبل. الصين مصنع للعالم ، وحقيقة وجود جزء كبير من السكَان الصينيين ملتزمين بالحجر الصَحي ، ومنه ، نلاحظ استحالة التصدير ... تعتمد أوروبا على الصَين ، حيث يتمَ تصنيع العديد من العناصر والمكوَنات التقنيَة في الصين وهذا ما يؤدَي إلى تداعيَات على إنتاج الشَركات ، مما يخلق شعورًا بعدم اليقين لدى المستهلك ، وبالتالي فإنَ الاستهلاك يسبَب الانخفاض في العرض...(سهيَل العرفاوي)
-
Souhail _Arfaouiكاتب تونسي و باحث في علم الإجتماع مهتمَ بالفلسفة و العلوم العلوم الإنسانيَة