أمرأةٌ حديديةٌ
تلك المرأة القوية المُتمسكهَ بآرائِها وتحارب من أجل كَلَّمَتها
نشر في 22 مارس 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كانت مُتمردة وبنفس الوقت طموحِها يشقُ ثغرة الخوف والأرتباك، صُنعت من نفسها أمرأةٌ حديديةٌ تقف أمام كل أنواع الأضطِهاد وعلى حسب مُذكراتِها عرفتُ بأنها كانت تذرف الدموع وقت الكتابة، وتحاول أن تّخفي ضَعّفَها الداخلي لأن دموعها سُكِنت صفاحتِها.
وقد أحسستُ بمعاناتِها بالفعل.. أنها تلك المرأة القوية المُتمسكهَ بآرائِها وتحارب من أجل كَلَّمَتها المُنطلقة من حَنْجَرتِها إلى الورق، في كل مرة كانت تلتقطُ ذكرى.. تفتقدُ جزئاً لا تستطيع العودة إليهِ، تريد أن تختبئ في مُذكراتِها.. هذا هو الجزء الذي يُضَعّفَها في كل مرة يقولون عنها شيئاً بغيضاً.
يَجرَّون روحها في التراب.. تريد الموت.. تقول بأنها ليست ( جان دارك ) تلك الفتاةُ الفلاحة الأميّة، من كانت تزعم بأن هناك صوتاً يرشدها لقيادة جيش بلادها إلّا إن كان هذا الجيش قد وصل إلى أعلى درجات اليأس.
كانت تصرخُ من الظلمِ من خلال سطورِها في الورق " ليس بعد! إنني في الظلام، نعم
لا يمكنني أن أكون خارقةٌ الآن.. حتى القلوب المصنوعةِ من الفولاذ يمكن أن تنهار فأنا لستُ مثلها.. أنا مجرد انسانة وحتى لو أدار العالم ظهره لي.. أنتم معي وتؤمنون ببرائتي، وقد تكون هناك حربٌ ضدي لكنني لن أتراجع.. "
يا ترى لما أختارت أن تصفُ حياتها كحربٌ؟ مثل تلك الحروب الدموية المدمرةِ لأمن وسعادة الأبرياء.. الضعفاء، ولما كان البعض يُعامل النساء كضعفاء؟ ويقفون أمام تمردهم بظلمٍ ويحاولون قتل طموحاتهم.. إلا تلك المرأةُ الحديدية.. من أستطاعت أن تقف ضدهم، فهي بالفعل قد ألهمتني بأن أقف ضد الظلم وأدافع عن كل صوتٍ مكتوم وكل قلبٌ مجروح وأعينٌ لم تستيقظُ بعد.. مثلِها ومثل كل أولئك النساء الفَوَالِذُ المُلهمات.
-
نور عتيق المريخيكاتبة قطرية صُدر لي روايات ( زمرد المايا - الجوهر ) مدربة الوعي والتنمية الذاتية مؤلفة قصص خيال علمي ورعب مخرجة أفلام وثائقية