المجتمع هو نسيج اجتماعي من صنع الإنسان، خيوطه النظم والقوانين،و تتم حياكتهما من قبل أفراده.
وحتى تبقى هذه الخيوط متماسكة ومتساوية فهي بحاجة إلى عملية تنظيمية يقع ضبطها من قبل مجموعة من الأفراد من خلال استغلالهم للموارد المتاحة لديهم لكي تعالج قضاياهم وذلك بوضع خطط تكون مبنية على عدة هياكل أو قواعد و يتم من خلالها تفعيل وتحقيق الأهداف التي يحددها ممثلو المجتمع للنهوض به اقتصاديا ، اجتماعيا ،ثقافيا وفكريا .
ولهذه العملية عدة أشكال تقام عليها إما حسب:
• المكان المشترك: وهنا يقصد بالمكان الجغرافي مثل :حي ، مدينة او بلدة وهو ما تطرقنا له من خلال عمل المجموعة في المهمة الإضافية من المساق مفهوم ومبادئ تنظيم المجتمع والمشاركة .
• العمل المشترك : حيث يتم تنظيم المجتمع بين الأشخاص الذين يشتركون في مكان العمل او بيئة العمل.
• الخبرات و الاهتمامات المشتركة: يتم التنظيم هنا لمعالجة مشاكل الوظائف، السكن و التعليم.
كما يقوم تنظيم المجتمع على عدة مبادئ أبرزها مبدأ التقبل ، المسؤولية الاجتماعية ، الموضوعية ، حق اتخاذ القرار والاهم مبدأ المشاركة
والذي يعرف في تنظيم المجتمع، بأنه العمل والجهد التطوعي الذي يبذله الفرد لتأدية عمل معين، حتى يعود بالنفع على غيره من الأفراد، سواء كان تبرعا بالمال، الوقت ،الجهد ...
و يعتبر هذا المبدأ من المبادئ المهمة في طريقة تنظيم المجتمع، وهو حجر الزاوية، لما له من أهمية في تحفيز المواطنين وتنمية الإحساس فيهم بالمسؤولية الاجتماعية وبالتضامن مع أبناء مجتمعهم، لمواجهة احتياجاتهم ومشاكلهم بما يتناسب مع قدراتهم ورغباتهم.
ولتكون هذه المشاركة فعالة وناجحة وجب عليها إتباع المراحل التالية :
• التمهيد: ويتم من خلاله التعرف على المجتمع من خلال معرفة حدوده ، معاييره ، جماعته ، أصحاب السلطة ، المشاكل و الحاجات والموارد المتاحة الخ ...
• التخطيط: دراسة المجتمع وتحديد مشاكله من اجل وضع أولوياته .
• التنفيذ : توظيف الإمكانات البشرية والمادية المتوفرة لديها من اجل تحقيق الأهداف المخططة لها.
• التقويم: معالجة المعوقات أولا ومساعدة قيادات المجتمع في اكتساب الثقة في قدراتها لكي تتطور و تتقدم في مشروعها.
وبالتالي اعود الى عنوان المقالة وأؤكد على وجوب المشاركة في تنظيم المجتمع لانه من الصعب او المستحيل التعايش في مجتمع بطريقة عشوائية خالية من الاهداف وتستثني مبدا التشاركي .