* و اقسم لك انني لم اتمالك نفسي من الدموع عندما وجدت هذه الورقة تحت ملابسه في احدي ارفف دولابه تشرح ماحدث بالفعل اثناء رقدته الاخيرة لأيام في هذه المستشفي *
اصدقائي الأعزاء ..
اعلم انه لا قيمة لكلماتي هذه لأنه حان وقت قيامتي بالفعل ، ولكن اتمني ان تضع في نفس كل منكم الإخلاص ولو بعد حين ..
لطالما وقفت معكم جميعاً لأقضي حوائجكم لهذا اعلم يقيناً مِن أنكم سوف تأتون لزيارتي هذا لا يهم - ما يهم - هوا أن لا تتعجبوا من لون بشرتي الصفراء الشاحبه ، وعينايا الشاخصتين الي السقف شاردة ، سوف تجدون الفم مفتوحاً غائراً ، بعدها سوف تتقهقر ذاكرتي امامكم الي الماضي واتلفظ بكلام غير مفهوم ، لا تعجبوا ، فأنا الآن خارج الزمن منسحب عن الواقع مع الموت الرهيب وجهاً لوجه .. ثم بعد الحسرة والشفقة علي حالي ، ارجوا ان لا يتملك منكم الملل ، لا تراقبوا تنفسي ، ولا تنظروا الي بعضكم ، لا تتأملوا جدران الغرفة ، لا تنتظروا مني الجواب في حين لا اقدر علي الكلام ، لا تحرموا انفسكم من النوم ، سوف ادعوا الله في نفسي الا يطيل عليكم هذه المدة ، لا اريد التحامل علي احد ..
ثم اكمل أخيراً :
لا تقلقوا .. عادة ما ادرك الكلام من نبرة الصوت ، سوف استمع اليكم بإنصات ، لاتحزنوا ولا تجزعوا .. تَذكَّروني بشئ كان لي صلة خير به ثم ادعوا لي .. بعد ذلك اتركوني مُهللين مُكبرين فربما كان اللقاء الاخير ..