المجتمع والوهم
السحر وهم يعيق فاعلية الفرد في مجتمعنا العربي
نشر في 09 فبراير 2021 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يرى المفكر الجزائري مالك بن نبي أن الثقافة ظاهرة بيئية، قبل أن تكون ظاهرة مدرسة.. إن ما يتداوله المجتمع من أفكار وسلوكيات أكثر تأثيراً من ما قد يتعلمه في المدرسة.. وحتى أكثر من ما يتعلمه من دينه.
وفي بيئة عربية يسكنها الوهم رغم أنها تملك الحقيقة في أعظم كتاب "القرآن الكريم".. ومن أهم ظواهر هذا الوهم السحر والشعوذة، فكل ما يحدث من تعاسة لشخص هنا يعود على السحر.. الطلاق سحر.. العراك في البيت سحر.. المشاكل في العمل سحر، بل وحتى السعادة فالحب بين الزوجين قد يكون بسبب السحر.
وبما أننا في مجتمع مسلم لنتفق على أن الإيمان بقدرة شخص ما على التأثير في حياتك ومسارها شرك بالله.
ليكون حديثنا منطقياً ومدعماً لنستعين بسورة طه الآية 66 "قل بل القوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليهم من سحرها أنها تسعى" يخيل إليهم والخيال هو إختلاق أحداث لا وجدو لها على أرض الواقع.. وفي الآية 67 و68 "اوجس في نفسه خيفة موسى" "قلنا لا تخف يا موسى إنك انت الأعلى" موسى في ماذا يختلف عن من هم حوله؟ وهو أعلى منهم بماذا؟، الجواب هو ايمانه التام بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو القادر وكل شيء بأمره.
وفي الآية 69 يخاطب الله موسى "وألقِ ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى" الساحر يفلح مع الإنسان الضعيف... الموهوم.. وليس مع المؤمنين إيماناً جازماً بأن لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم.
إن البيئة المحيطة لها تأثير كبير على افكارنا وسلوكنا وهي اللبنة الأولى لتشكيل ثقافتنا.. لكن علينا تغيير ما نراه خاطئ وأن نحاول كجيل جديد تشكيل بيئة ثقافية على أسس صحيحة.. والتخلص من كل ما قد يعيق الفرد ويجعله يستكين للأوهام والخرافات.
-
Raounak Bencheikhطالبة في قسم علوم الإعلام والإتصال تخصص"سمعي بصري"