كثيرا من الفئات المثقفة في المجتمع يحتقرون الشعب حيث انه يتبع التفاهات فنراه مثلا يهتم كثيرا بالمغنين و الاعبين و يهتم ايم اهتمام بهم و ينشغل عن الجد فنراه يقصر عن المطالعة او متابعة النقاشات و الجلسات العلمية المفيدة،

اذا قمت بتقديم شيء مفيد للآخرين و لم يعجبهم و اعرضوا عنك للقيام بشيء آخر او لم يلقى عملك القبول الذي كنت تنتظره فاعلم وفقك الله ان ذلك المغني الذي سهر على اغنيته افضل منك انت صاحب العلم، صحيح ان النفس البشرية ميالة للهو و الطرب و لكن اعلم ان في الجسد روح، و الروح تحب كل جمال و إبداع في الحياة فمتى ما شعرت به عشقته، بمعنى ان ذلك الرسام الذي تراه قد تعب و جد في رسمته ليقدم صورة تهواها النفس في حين ان مضمونك أنت مفيد و لكن يفتقد للجمال، و الجمال صفة تشمل كل شيء في الحياة من اطهرها الى انجسها، الناس تختلف في الأذواق و لكن الجميل يحبه اغلب الناس، اذا عزفت سمفونية راقية سيطرب اغلب المستمعين لها كذلك اذا قدمت مقال علمي جميل سيعجب اغلب القراء، وهنا استثني الانتشار لأنه يخضع لعدة عوامل لا يمكننا التحكم فيها، فمن المعلوم حاليا ان الغناء يلقى اقبال و سماع هائل على عكس الأمور العلمية، اذا كان المضمون شيء جميل فخير و لكن ليس المضمون هو المقياس الحقيقي للحكم على الآخرين و انما درجة قبول ما تقدم للآخرين، فمتى ما أعجب الأغلبية فقد قدمت شيء يرقى للمستوى،

واختم برد للذين ينتقدون الشعب عن سبب اهتمامه بالتفاهات و انشغاله عن الشيء المفيد اقول لهم، كفاكم عبثا فبدل ان تسب الشعب راجع مضمون ما تقدمه و اعمل عليه بجد و اخلاص اكثرا، الشعب منساق بطبيعته الاجتماعية و الدينية في كل اعماله، كل اهتماماته و افعاله راجعة لعدة عوامل مثل طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه و حالته المادية و تقاليد بلده و ديانته، افبعد هذا نلوم الشعب لقيامه بأعمال ما و ترك أخرى، صحيح فيه نوع من المسؤولية لكن ليس بقدر مسؤولية فئة النخبة و العلماء و المثقفين، اتعب اعمل بجد و محبة، بإخلاص و وفاء و ستفاجئ بعدها كيف أن الناس يقبلون ما تقول لهم و حينها فقط ستذرك انهم ليسوا تافهين بل تمسكهم قيود المجتمع المنهار الذي ولدوا فيه بغير اختيار منهم و لكن هذه هي الحياة.