اجتمعت الأسرة في الحديقة أو على شاطئ البحر بعد طول انتظار وشوق ورغبة من الأطفال لهذا اليوم ، وحين يقرر الأب أو الأم الانصراف ؛ إذا بالطفل يرفض الذهاب وترك الشاطئ أو الحديقة ، ويتفتق ذهن الأب العبقري أو الأم الألمعية على القول للطفل : إذن سنتركك هنا ، ونذهب نحن ، ابقَ إن شئت ، (خليك أنت واحنا بنروح)، وهم يتحركون يلتفتون من هنا وهناك : هل سيأتي؟ هل يتبعنا؟ ويركض الطفل المسكين الذي صُدم أعظم وأكبر صدمة في حياته مهرولًا ليحتضنه أحد الأبوين الحمقى ، ويضحكون وينتهي الموقف.
ويظن الجميع أن الطفل قد تعلم الطاعة والاستجابة لأوامر أبويه ، والذي تعلمه الطفل حقيقة هو أن والديه على استعداد للتخلي عنه لمجرد أنه يريد بعض الاستمتاع، هم لا يريدونني أن أسعد أو أفرح ، هم أتوا مكرهين مرغمين، هما منزعجان مني لدرجة أنهما على استعداد للتخلص مني لمجرد أني أريد أن أبقى لفترة أطول في الحديقة.
يا سيدي ، تهديدك لطفلك حتى لو كان مزاحًا ، من شأنه أن يكسر ويحطم قواعد الأمان والطمأنينة في قلبه ، لا سيما في السنين الأولى من عمره ، فضع نفسك مكانه وتخيل الحوار الدائر في عقله : هل سيتركني هنا؟ من سيحميني؟ هكذا ببساطة؟ لماذا لا يريدني أن ألعب؟ ألهذا الحد لستُ مهمًا له؟
-
د.محمد مصطفىدكتوراة في الإرشاد النفسي ، معالج نفسي وباحث ومؤلف ، زوج وأب.