في الحقيقة اردت ان افرد افكاري حول مصطلح بات اليوم حالة منتشرة طاغية في كل المجتمعات بإختلافها ، هو موضوع الغيرة ، لكن عندما امعنت النظر و اطلت التأمل وجدته من المفاهيم القلقة التي قد تجدها متداخلة مع العديد من المصطلحات الاخرى، هو مفهوم نستخدمه نحن معشر النساء في عدة مواطن، قد نستخدمه للتعبير عن محبة العاشقة لمعشوقها، محبة الحبيب الولع به، و نستعمله في علاقتنا بين النساء اذا ما رأينا تصرفات غير منطقية من إمرأة اخرى أو حتى بين أوساط الرجال ، فيكون الجواب الشافي على هذه التصرفات هو انها الغيرة ؟؟
لا اخفي عليكم انه المفهوم الذي اردت التفصيل فيه لكثره استفحاله بمعناه السلبي الخالي من المحبة المبني على الكره ، حتى وجدته في تقاطع بين وواضح مع مصطلح الحسد ، فهذا الاخير هو تمني زوال نعمة ينعم بها الغير، حيث يعود في اشتقاقه الى نبات الحسدل ، المعروف عن هذا النبات انه يأكل نفسه حتى ينتهي ، وكذلك هو حال الانسان الحاسد الذي تأكل نار الحسد قلبه فتقضي عليه فلا يرى الا السواد . لذا الا يمكن ان نعتبر الغيرة اولى درجات الحسد ، فهي الحالة النفسية الذي تتحكم في الانسان الغير سوي ، الانسان الذي يعاني من نقص في ثقته في ذاته ، وثقته في الاخرين ، الذي يظن الناس منحوا كل شئ و هو لاشئ ، في نظري هو انسان غبي ، غبي لأنه لم يفهم حقيقة الحياة يجهل بأن لكل واحد فينا قصة و آلام و لكن تختلف من شخص لأخر ، يجهل ان الراحة هي ما فقده آدم في الجنة ، لذلك لا اساس لغيرته ، ولا صواب لحسده ، فهو لا يؤذي احدا بالقدر الذي يؤذي فيه نفسه.
لذلك لابد على كل مرء فينا ، ان يتعالى على هذه الصفة ، لانها لا تزيد من انسانيتنا بالقدر الذي تجعلنا نُحسب على منهم ارذل الكائنات ، الشيطان الذي توجد فيه بذرة الشر، وهو اصل الشر .
ان الغيرة سوء يترجم لافعال كافية بأن تألم غيرنا ، وتضر بأرواحنا ، فالروح نقاء ، صفاء، لا يعرف السواد .