قلب طفلة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قلب طفلة

  نشر في 31 يوليوز 2019 .

اختبئت ' ميار ' خلف الستائر القطنية و هي تبكي بخوف عند سماعها شجار ابيها ' السكير العربيد ' مع امها المسكينة و ضربها المبرح اليومي من اجل حفنات المال.. 

كم حقدت بداخل قلبها علي ذلك ' العربيد ' الذي لا يستحق لقب ' اب ' الذي باع جميع اثاث المنزل من اجل ' الخمر ' و لم يتبقي لهم سوي بعض الأقمشة البالية التي صنعوا منها الوسائد للنوم عليها.... 

سمعت صراخ والدها و هو يقترب من غرفتها و امه تمنعه بخوف ارتجف له قلب ' ميار ' و هي تتسائل ماذا يريد والدها منها!!! 

كسر الباب بعنف و هو يبحث عن  ' ميار ' صارخآ 

" ' ميار ' اين انتي يا ' صغيرة '  ساقتلك ان لم تظهري الان " 

كاد جسدها يرتجف من الرعب خرجت ' ميار ' من خلف الستائر بقلق فدفعها ابيها من كفيها دفعآ و هو يجرها في الارض و هي تصرخ حتي اوصلها لباب المنزل ثم خرج معها غاضبآ. هو يقول 

" ستأتين معي عند السيد ' شادي ' ستعملين عنه خادمة ليس لدي مال النفق عليكي "

" لا يا ابي الن اذهب الي المدرسة ثانية " 

" ليس لدي اموال لاعلمك اموالي ضائعة علي الخمر و الميسر هيا تعالي معي بصمت اياكي ان تغضبي السيد ' شادي ' سيكون حسابك عسيرآ "

" حاضر يا ابي كما تريد " 

وصلا عند منزل ثري دق جرس الباب بقلق فتحت له الخادمة نظرت اليه بابتسامة ثم قالت 

" اهلا و سهلا سيد ' عمار ' تفضلا بالدخول " 

" شكرا يا فتاة تخبري سيدك بوجودي " 

ولجا الي صالة استقبال شاسعة عامرة بالاثاث و المقتنيات جلس الاب السيد ' عمار ' علي الاريكة بينما اجبر بنته الجلوس علي السجادة دخل السيد شادي الذي ما ان راي  ' ميار ' تجلس علي البساط نهرها بغضب 

" كيف تتجرأين ايتها الخادمة الوقحة الجلوس علي بساطي الحريري هل تعرفين ثمن هذا البسط لو عملتي عمرك كله لا تستطيع توفير ربع ثمنه الذي لوثتيه انتي بملابسك ' الرثة ' " 

" انا اسفة يا سيدي لم اكن اقصد " 

" ' عمار ' ابنتك تحتاج التأديب سابعث بها الي الجلاد حتي تتربي و تعرف القواعد الملكية " 

" اضرب تلك ' الوضيعة ' كما شئت " اعتبرها عبدة عندك " 

" يا جلاد ' جاد ' احضر السياط و تعالي اضرب الفتاة " 

صرخت ' ميار ' بخوف و هي تجري بينما امسكها الجلاد بعنف و شرع في جلدها بالسياط حتي نزفت دماءآ... 

جلست ' ميار ' في المطبخ و هي تنظف الارض و هي تبكي قهرآ علي حالها المسكين و تتمني الخلاص من تلك العبودية و الاسر الوضيع الذي وضعت فيه اقتربت  منها رئيسة الخدم المرأة العجوز  ' لبني ' و داوت بكائها قائلة

" لا تبكي يا صغيرتي ساخلصك من الاثر و ارسلك لابنتي ستعتني بك جيدآ هي تتمني و زوجها طفلة صغيرة " 

" شكرا يا سيدتي انا موافقة المهم ان انجو من ذلك المجرم " 

عند منزل ريفي بسيط وقفت ' لبني ' بصحبة ' ميار ' تدق الباب لتفتح لها امرأة عشرينية ' يارا ' مبتسمة و هي تسلم علي امها 

" ماما اشتقت اليكي كثيرآ اهلا بكي يا صغيرة كم انتي لطيفة ما اسمك  " 

" هذه ' ميار ' طفلة مسكينة يمكنك الاعتناء بها و ساخبرك بكل شئ " 

" حبيبتي كم انا سعيدة جدا سيطير ' يوسف ' من الفرحة بهذه الملاك الصغيرة تعالي يا حبيبتي ادخلي يا ' ميار ' " 

" شكرا يا ' ماما ' " 

دخلوا جميعآ الي المنزل و قد اعدت لهم ' يارا' مائدة الطعام و شرع للجميع في تناول الطعام و هم يتجازبون اطراف الحديث لمحت ' ميار ' ارجوحة ' صغيرة فابتسمت لها ' يارا ' قائلة 

" اعجبتك الارجوحة يمكنك اللعب بها بعد تناول الطعام " 

" شكرا يا ' ماما ' انتي لطيفة جدا " 

كانت ' يارا ' لطيفة جدا مع ' ميار ' حيث كانت خير ام لها حتي مرت الايام و كبرت الطفلة لتصبح امرأة في عنفوان الشباب و قد نست تمامآ احداث الطفولة و لم تعرف سوي اما واحدة و هي ' يارا ' و ابآ واحدآ و هو ' يوسف' 

عملت ' ميار ' كطبيبة في المشفي و ذات يوم لمحت امرأة عجوز وهنة مصابة بكدمات و نزيف بعد ضربها من زوجها لم تدري لماذا شعرت  باحساس غريب تجاهها بدات تعالجها و هي تشفق عليها اقترب من ' ميار ' خطيبها دكتور ' محمود ' الذي نمر اليها متعجبآ 

" ما بكي تنتظرين لهذه المرأة هكذا لقد انتهينا للتو علاجها " 

" لا اعرف يا ' محمود ' اشعر باحساس غريب تجاهها " 

" ما بالك قلبك الطيب الطفولي يشفق عليها ان زوجها السكير العربيد ضربها بقوة لقد اخذ للتو الي السجن " 

نظرت لهم العجوز قائلة 

" دكتورة كان لي ' ابنة ' قديما بنفس اسمك فقدتها بسبب هذا الزوج العربيد يا ليتها كانت مثلك " 

" اووه مسكينة يا سيدتي انا حزينة لاجل ابنتك " 

" بعد اذنك يا سيدتي اي خدمة قبل الرحيل " 

" لا شكرا يا ولدي لكن ليس معي مال " 

" مدفوع سابقا يا سيدتي نحن لا ناخذ مال من الحالات الانسانية " 

" اكثر الله خيرك يا ابنتي اعذريني ان قلتها لكي لكن اشتاق اليها كثيرآ " 

اغورقت عينا ' ميار ' بالدموع و قالت 

" كلنا اولادك يا سيدتي يارب تلاقي ابنتك " 

خرجت ' ميار ' من الغرفة و هي تنظر للمرأة و تمتزج داخلها احساس خليط بين الشفقة و الشعور باحساس غريب تجاه المرأة..... 

" النهاية " 





  • 2

  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 31 يوليوز 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا