اختبئت ' ميار ' خلف الستائر القطنية و هي تبكي بخوف عند سماعها شجار ابيها ' السكير العربيد ' مع امها المسكينة و ضربها المبرح اليومي من اجل حفنات المال..
كم حقدت بداخل قلبها علي ذلك ' العربيد ' الذي لا يستحق لقب ' اب ' الذي باع جميع اثاث المنزل من اجل ' الخمر ' و لم يتبقي لهم سوي بعض الأقمشة البالية التي صنعوا منها الوسائد للنوم عليها....
سمعت صراخ والدها و هو يقترب من غرفتها و امه تمنعه بخوف ارتجف له قلب ' ميار ' و هي تتسائل ماذا يريد والدها منها!!!
كسر الباب بعنف و هو يبحث عن ' ميار ' صارخآ
" ' ميار ' اين انتي يا ' صغيرة ' ساقتلك ان لم تظهري الان "
كاد جسدها يرتجف من الرعب خرجت ' ميار ' من خلف الستائر بقلق فدفعها ابيها من كفيها دفعآ و هو يجرها في الارض و هي تصرخ حتي اوصلها لباب المنزل ثم خرج معها غاضبآ. هو يقول
" ستأتين معي عند السيد ' شادي ' ستعملين عنه خادمة ليس لدي مال النفق عليكي "
" لا يا ابي الن اذهب الي المدرسة ثانية "
" ليس لدي اموال لاعلمك اموالي ضائعة علي الخمر و الميسر هيا تعالي معي بصمت اياكي ان تغضبي السيد ' شادي ' سيكون حسابك عسيرآ "
" حاضر يا ابي كما تريد "
وصلا عند منزل ثري دق جرس الباب بقلق فتحت له الخادمة نظرت اليه بابتسامة ثم قالت
" اهلا و سهلا سيد ' عمار ' تفضلا بالدخول "
" شكرا يا فتاة تخبري سيدك بوجودي "
ولجا الي صالة استقبال شاسعة عامرة بالاثاث و المقتنيات جلس الاب السيد ' عمار ' علي الاريكة بينما اجبر بنته الجلوس علي السجادة دخل السيد شادي الذي ما ان راي ' ميار ' تجلس علي البساط نهرها بغضب
" كيف تتجرأين ايتها الخادمة الوقحة الجلوس علي بساطي الحريري هل تعرفين ثمن هذا البسط لو عملتي عمرك كله لا تستطيع توفير ربع ثمنه الذي لوثتيه انتي بملابسك ' الرثة ' "
" انا اسفة يا سيدي لم اكن اقصد "
" ' عمار ' ابنتك تحتاج التأديب سابعث بها الي الجلاد حتي تتربي و تعرف القواعد الملكية "
" اضرب تلك ' الوضيعة ' كما شئت " اعتبرها عبدة عندك "
" يا جلاد ' جاد ' احضر السياط و تعالي اضرب الفتاة "
صرخت ' ميار ' بخوف و هي تجري بينما امسكها الجلاد بعنف و شرع في جلدها بالسياط حتي نزفت دماءآ...
جلست ' ميار ' في المطبخ و هي تنظف الارض و هي تبكي قهرآ علي حالها المسكين و تتمني الخلاص من تلك العبودية و الاسر الوضيع الذي وضعت فيه اقتربت منها رئيسة الخدم المرأة العجوز ' لبني ' و داوت بكائها قائلة
" لا تبكي يا صغيرتي ساخلصك من الاثر و ارسلك لابنتي ستعتني بك جيدآ هي تتمني و زوجها طفلة صغيرة "
" شكرا يا سيدتي انا موافقة المهم ان انجو من ذلك المجرم "
عند منزل ريفي بسيط وقفت ' لبني ' بصحبة ' ميار ' تدق الباب لتفتح لها امرأة عشرينية ' يارا ' مبتسمة و هي تسلم علي امها
" ماما اشتقت اليكي كثيرآ اهلا بكي يا صغيرة كم انتي لطيفة ما اسمك "
" هذه ' ميار ' طفلة مسكينة يمكنك الاعتناء بها و ساخبرك بكل شئ "
" حبيبتي كم انا سعيدة جدا سيطير ' يوسف ' من الفرحة بهذه الملاك الصغيرة تعالي يا حبيبتي ادخلي يا ' ميار ' "
" شكرا يا ' ماما ' "
دخلوا جميعآ الي المنزل و قد اعدت لهم ' يارا' مائدة الطعام و شرع للجميع في تناول الطعام و هم يتجازبون اطراف الحديث لمحت ' ميار ' ارجوحة ' صغيرة فابتسمت لها ' يارا ' قائلة
" اعجبتك الارجوحة يمكنك اللعب بها بعد تناول الطعام "
" شكرا يا ' ماما ' انتي لطيفة جدا "
كانت ' يارا ' لطيفة جدا مع ' ميار ' حيث كانت خير ام لها حتي مرت الايام و كبرت الطفلة لتصبح امرأة في عنفوان الشباب و قد نست تمامآ احداث الطفولة و لم تعرف سوي اما واحدة و هي ' يارا ' و ابآ واحدآ و هو ' يوسف'
عملت ' ميار ' كطبيبة في المشفي و ذات يوم لمحت امرأة عجوز وهنة مصابة بكدمات و نزيف بعد ضربها من زوجها لم تدري لماذا شعرت باحساس غريب تجاهها بدات تعالجها و هي تشفق عليها اقترب من ' ميار ' خطيبها دكتور ' محمود ' الذي نمر اليها متعجبآ
" ما بكي تنتظرين لهذه المرأة هكذا لقد انتهينا للتو علاجها "
" لا اعرف يا ' محمود ' اشعر باحساس غريب تجاهها "
" ما بالك قلبك الطيب الطفولي يشفق عليها ان زوجها السكير العربيد ضربها بقوة لقد اخذ للتو الي السجن "
نظرت لهم العجوز قائلة
" دكتورة كان لي ' ابنة ' قديما بنفس اسمك فقدتها بسبب هذا الزوج العربيد يا ليتها كانت مثلك "
" اووه مسكينة يا سيدتي انا حزينة لاجل ابنتك "
" بعد اذنك يا سيدتي اي خدمة قبل الرحيل "
" لا شكرا يا ولدي لكن ليس معي مال "
" مدفوع سابقا يا سيدتي نحن لا ناخذ مال من الحالات الانسانية "
" اكثر الله خيرك يا ابنتي اعذريني ان قلتها لكي لكن اشتاق اليها كثيرآ "
اغورقت عينا ' ميار ' بالدموع و قالت
" كلنا اولادك يا سيدتي يارب تلاقي ابنتك "
خرجت ' ميار ' من الغرفة و هي تنظر للمرأة و تمتزج داخلها احساس خليط بين الشفقة و الشعور باحساس غريب تجاه المرأة.....
" النهاية "
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب