قالتْ:
يُسمعني حين يلقاني كلمات ليست كالكلمات ..انتِ رفيقة دربي ..لولاك لكان قلبي مُوحشا ..يابسا.
بكِ اتجمّع بعد الشّتات و أحوّل مجرى الحياة..
إذا قلتُ لك احبّك جدّا فصدّقيني ..اهواك فوق الهوى و لا أطيق هجرك و الخصام..رسائلي إليك لا تنتهي:
" يا صباح الحب و الياسمين على احلى حب"
و تمرّ الايام فيقلّ المطر و يحلّ الجفاف..يتقلّص الضّياء و تتحجّر القلوب ..
قالت: ما غيّرك ؟ اين رسائلك التي آنستني و كلماتك التي اسحرتني ؟ و حبّك الذي طرحتُه أرضا لأبني عليه قصرا من اوهام !
اجابها:
حبيبتي كنتِ و لا زلتِ ، لا يحجبني عنك سوى قلّة حيلتي في إدارة وقتي..
و يبعد خطوة ..و خطوتين..و بوصة و بوصتين..إلى ان يختفي في وسط الضباب..
قالت : حاولت تفسير غموضك فلم استطع ، قُضي الامر ، لن اسعى لترميم الزجاج المُنكسر و لا إلتقاط فتات المرايا ..لن اغزل خيوط المحبة بيننا من جديد ..وحدها شرنقة الحرير تغزل خيوطها..
إذهبْ و استفززْ بصوتك إمرأة اخرى و اخدعها كما خدعتني و اوهمها كما اوهمتني..و عِدها كما وعدتني ..و لن تعدها إلا غرورا ..
وددتُ لو كنت زوبعة رمل غاضبة لابتلعك و تُدفن مع كذبك..
وددتُ لو كنتُ جمرة ملتهبة لأحرقك فتتطاير اجزاؤك كالشّرر فتغدو رمادا تدوس عليه اقدام ضحاياك..
لن اشرب من الحزن فدموعي اغلى من ان تراها..و لن ارشّ على جسدي بخار النّدم لالاّ اختنق..
يا مَنْ نفضتني كذبابة و اهنتني..ستشرب من نفس الكأس الذي اسْقيتني..