عقرب ثوانى العمر
لم يعد العمر يتسع للمزيد من الأخطاء
نشر في 12 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
الساعة الآن الثانية عشر بعد منتصف الليل .. أجلس فى الغرفة وحيدا .. يدق فى أذنى عقرب الساعة .. يبدو أن حياتى قد أوشكت على الإنتهاء وأنى مهزوم مغلوب على أمري .. لقد هزمت وانتهى الأمر .. عقلي لا يصدق كيف مر الوقت بهذه السرعة .. كيف شغلته توافه الأمور ولم ينشغل بغايته وهدفه الأسمي .. والآن قد انكشفت الحقيقة وبانت مرارتها .. فالحقيقة دائما مرة ينكرها القلب والعقل يثبتها.
نعم الوقت قد مر ولا داعى للهرب .. لقد مر العمر سريعا ولم أشعر .. أتذكر أنى كنت البارحة فى الصف الأول الإبتدائي وكانت الضوضاء تملأ منزلنا .. إخوتى حولى نلعب سويا .. نتشاجر أحيانا .. لكن كان هناك ما هو أهم من ذلك .. كانت هناك حياة .. كان منزلنا يسكنه أصوات المذاكرة .. قراءة القرآن .. مباريات كرة القدم وغضب أخي وصياحه حين ضياع الهجمة .. اتذكر كل شيء وكأنه كان البارحة .. والآن قد مات كل شيء .. جالسا أسمع بانصات أصوات عقرب الثوانى .. وتقلصات معدتى الفارغة .. وسكون الليل المريع .. يالها من أيام قد مرت .. ولم يتبقي منها إلا الذكري الجميلة.
نعم قد مرت الأيام وعقرب الثوانى يضرب بقوة ليعلن قرب نهايتك .. انظر لساعة يدك أو الحائط .. فستعلم مرور دقيقة من عمرك منذ بدأت تقرأ هذا الهراء .. يؤسفنى ابلاغك بذلك يا صديقى .. ولكن جزءا منك قد انتهى .. وتبقي من الوقت ما لا نعلم .. ولكنى على يقين بأن نهايتك قريبة.
يمكنك استغلال ما تبقي من وقت أو تتركه يرحل .. ولا بأس فى كلتا الحالتين فسيمر الوقت وستأتى نهايتك .. افعل ما تراه صحيحا .. اغرسها ولو لم تنفعك.
-
يوسف فليفلأكتب في كل ما يخص الجانب الإنساني والنفسي كمحاولة لفهم أفضل لعاولمنا الداخلية.
التعليقات
فعلينا استغلال ما تبقي من وقتنا ولا نتركه يرحل .دون فائدة
والحقيقة ما قلت .. يوسف (لا بأس فى كلتا الحالتين فسيمر الوقت وستأتى نهايتنا جمعيا اذا ....علينا ان نفعل ما نراه صحيحا ..
دمت قلما ملهما صادق متألق يوسف ..