إقرار إنساني .. واجب التنفيذ .
فلتُعيروا لي إنتباهكم لدقائق معدودة .. فهذا الأمر لن يطيق الإنتظار لأكثر من ذلك ..
نشر في 22 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ليس من الهام أن توافق وترحب بهذا الإقرار أو ترفضة وتمحيه من ذاكرتك ..
ليس من الهام أن تقتنع بما يشتمله من شروط أو تعتبره كأنه لم يكن من الأساس ..
ليس من الهام أن تؤمن بما يُمليه عليك وتلتزم به طوال مشوار حياتك أو تُمزقه كتمزيق ورقه قد كُتب فيها إستبعادك من وظيفتك وتدمير أحلامك المهنية ..
ولكن الأهم حقاً هو ضرورة إمرار هذة الإقرار البسيط في محتواه , العظيم في معناة والإجباري في تنفيذه .. إمراره عليك ولو للحظة واحدة فقط خلال رحلتك التي تخطوها بسنوات ممتدة إلى حيث لا تعلم ..
فلتسمح لكل حواسك بالتدبر لما ستقرأه بعد قليل , وتطلق سراح كل ذرة من ذرات تركيز عقلك أن ينظروا إليه نظرة إهتمام , نظرة من ترك وراءة كل ما أعترت نفسه من رفض ونفور وعناد ..
والآن .. هل أنت على إستعداد لعرض هذا الإقرار عليك سيدي القارئ ؟ .. هل إنت على مقدرة من إستيعاب ما ستواجة من شروط لطالما إحتجت أن تواجهها ؟ , بل وتعقد معها مُعاهدة سلام إنساني أطرافها : أنت وهي والراعي الرسمي لها هي .. الحياة .
إنني اري تعابير وجهك المبعثرة تائهه المعالم من موضعي هذا , خلف هذا الحاجز الإفتراضي , اراك تتساءل وتداعب عقلك بعدة أفكار لا تجد لها إجابة :
ماذا يقصد بهذا الكلام الغريب ؟ , ماذا يريد أن تصل إلية من طرح فلسفته الغربيه علي ؟ , ولما أنا أستمر في هذا الحديث المفاجئ مجهول النتائج والنهايه ولا اقوى على الإنسحاب ولو بإنسحاب ذهني عما تقوله ؟! ..
اراك تُزيد كلامك بمزيد من السخرية القاتله مما يحدث يعم أرجاء المكان , اراك يُصيب وجهك شعوراً داخلياً " سابقاً " فقد أصبح لا يحتمل سجنه داخلك وطغى على معالمك معلناً عن ملل , غضب , إستنكار وعاصفه لطالما إحتمت بالهدوء ولكنها لم تعد تقوى عليه أكثر .. ولكني اراك أيضاً مُستعد , مُتأهب ويُحاصرك الفضول كالفيضان المُهلك ..
لك الله أيها المسكين , لا تقوى الإنتظار لدقائق فقط لعرض هذا الإقرار المصيري واستطعت أن تنتظر طيله حياتك جاهلاً وجوده من الأساس !
حسناً عزيزي القارئ , لك ما يُطفئ نيران إنتظارك وصبرك الذي نفذ صبره .
إقرار واجب التنفيذ لكل من يقرأه :
اقر أنا .. خليفه الله في أرضه , حامي حمى الإنسانيه .. أن
1- أكن حراً , فلا أكن سجين نفسي , فقط سأحطم قيودي وأنطلق للرحله بأمان .
2- أكن رحيماً , فلا أكن غليظ القلب , من يتعامل معي لا يجد سوى الندم كرد فعل منطقي لما منحته من قسوه .
3- أكن قوياً , فلا أكن ك " الكره " يتقاذفها الأطفال بالشوارع في عنف ضاحكين متنافسين , وأنا عاجزاً عن إطلاق صافرة النهايه لأنهي هذة المهزلة في حق نفسي الضعيفة .
4- أكن حكيماً , فلا أكن تائة شريد الفكر والوجدان , أفكاري على وشك الغرق في بحور الضلال , ليس بمقدورها إنقاذ نفسها أو الإستغاثه حتى !
5- أكن متفائلاً , فلا أكن لليأس صديق ولا للتشاؤم حبيب ولا للأمل عدواً قريب .
وأخيــراً : أكن إنســان .
على قارئي هذا الإقرار المُقدم من الحياة الإلتزام بما نُشر من شروط إجبارية لضمان الأستمرار والبقاء .. البقاء على قيد الإنسانية .
التوقيع : " لكل من أراد تمضية هذه الرحله بنجاح , رحله الحياة " .
النهاية ..
والآن سيدي القارئ بعدما قرأت , دعني أداعب عقلك مرة أخرى بعدة تساؤلات أخرى :
هل تمتلك الحرية الكافيه من أفكارك السلبيه القاتله المقيدة لذاتك لتتقبل وتنفذ ذلك الإقرار الغريب .
هل تمتلك الرحمة اللازمة لتوهبها لنفسك أولاً لتعيش في سلام وهدوء لا نهائي .
هل تمتلك القوة المُحاربة لضعف إرادتك التي على استعداد لتحطيمك هوناً عن محاربتها .
هل تمتلك الحكمة المناسبة لأتخاذ قرار مصيري تأخرت كثيراً في أخذه , أم ستضيع في ضلال افكارك .
هل تمتلك التفاؤل الذي يخبرك مراراً وتكراراً إن بمجرد قبولك على تلك الشروط فسيكون كل شئ على مايرام ف تقدم الآن وإنتهز فرصتك , أم ستشتاق لصديقك اليأس ولن تقوى على خيانته .
هل تقبل إن تصبح إنساناً ؟
حقاً سؤال مُحير ! محير أكثر مما تعرضت له من حيرة خلال ما سبق من حديثنا الطويل ..
صديقي : لك الإختيار الآن , ولكن تذكر .. لم يعد يتبقى من وقتك إلا القليل , بل أقل من القليل , فقد فات ما فات وتأخرت كثيراً , لم تعد الحياة تُفضل الإنتظار كما عاهدناها من قبل ..
فلتصنع قرارك بأختيارك وحدك , إما أن تضع توقيعك وتعلن القبول وتصبح قابلاً لإستحقاق لقب إنسان , أصبح له مكاناً مميزاً في الحياة , إما أن تعتبر ماحدث لم يحدث , وإن ماكنت فيه لم يكن سوى حلم بل كابوس ممل بارد مختنقاً من تفاصيله , كابوس أفاقك فاقد لذة اليوم ذو مزاج سئ جداً .
تمت مهمتي بنجاح , فما على الرسول إلا البلاغ وقد أبلغت واوجزت ..
حتماً سنتقابل مرة أخرى قريباً لتخبرني : هل اخترت المفر والهروب أم الحق والصواب .. سنرى , حتماً سنرى .. وداعاً مؤقتاً صديقي .
" قالها ثم استدار وأكمل طريقه في هدوء كإنه شبح , لم يريد ارعابك بل اراد إفاقتك " ..