الحياة ، لعبة صغيرة ، متاهة كبيرة .
دنيا
نشر في 16 مارس 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
الحياة ..
مصطلح عميق ، مجرد التأمل فيه يجعلك تسبح , تغطس و تغرق في بحر من الأفكار ، لتلاقي نفسك وأنت طفل ، ثم مراهق فشاب ، تذهب بخيالك وتسرح فيه فتقارنك بما كنت عليه بالأمس وما أصبحت عليه اليوم ، تفكر في حاجياتك ومتطلباتك في أهدافك وطموحاتك ، تطرح عدة اسئلة ، من بينها لما خلقت ؟ أهذه هي الحياة اللتي ولدت لأجلها ؟ و لما أنا !؟ والعديد من التساؤلات التي طالما لم تجد لها أجوبة نهائية ...
خلقنا لنجد أنفسنا نحيى حياة ما اخترناها ولكن خيرت لنا ، حياة تبدو في بداية العمر مثالية ، لا مشاكل لا هموم , أكبر همك مشاهدة التلفاز والحصول على قطعة من الحلوى المفضلة لديك . مع مرور السنين وتقدمك بالعمر ، تتسع دائرة همومك وتنضج معها مشاكلك ، كل مرحلة بصعوبات مختلفة ، تقارنها مع مامضى فتكتشف أن ما كنت تحمل همومه بالأمس لا يسوى شيئا أمام ثقلك اليوم . قد تلاقيك الحياة بأشياء تصبح محببة لقلبك ، بأشخاص مع الوقت يصبحون أحبابك ، قد تجعلك تطمح وترغب وتحاول جاهدا الوصول لمبتغاك ...، لتصفعك وتقتل فيك الشغف والإرادة ، لتسلب منك أحبابك وأشيائك المفضلة لتجعلك منكسر القلب فاقدا الرغبة بها وعيشها .
هي شقاء لا راحة فيها ، تنقلنا من مرحلة لمرحلة أخرى من مشاكل لمشاكل وصراعات و ضغوطات جديدة مختلفة ،.. متى ماتقدمت بك السنين تدرك أهميتها ومتطلباتها وتستشعر حس المسؤولية فيها ، فتعمل جاهدا لتوفر كل حاجياتها ولتنعم بالنسخة المميزة منها .. ، هكذا هي تعب وشقاء, فالراحة لن ننعم بها إلا حين نسلم أرواحنا لبارئها .
الحياة يا عزيزي ،خبيثة و مكرها شديد ، منا من تخلى عليها واختار الموت , ومنا من صبر وتحمل ولايزال يصمد بوجها ...
السؤال الذي يطرح نفسه ، مادمنا نحيى بها، فهل بإمكاننا تغييرها ؟ هل مجبرون على الامتثال لها ؟ هل نحن مخيرون فيها أم مسيرون ؟
الحياة تمنح لك كصفحة بيضاء ، كبرنامج أنت من تبرمجه ، فعلا هناك القدر ولن يتغير إلا بقدرة إلاهية ، إلا أنه بإمكاننا تغيير بعض من حياتنا ، فلو كنا مسيرين ماكان القرآن الكريم منزل إلينا كمرشد ومقنن لحياتنا ، يمكننا أن نجد نفسنا نحيى بمجتمع معين يفرض علينا العيش بطريقة قد لانرغب بها أحيانا، وتلك عادات لا دخل للحياة بها . هذه الأخيرة نعمة تضم أحزان و أفراح علينا اللعب عليهما معا لنستشعر لذتها ، لو تمعنا قليلا سنجد أننا من نتحكم بها و من نختارها إن رغبنا بتغيرها استطعنا وإن استسلمنا لها سنصبح عبيدا لها ، يمكننا الصمود بوجهها و يمكننا تطوير ذواتنا كما يمكننا حل مشاكلنا والتعايش معها ، يمكننا ويمكننا فقط إن أردنا ، إن خضعنا لرغبتنا في الحياة مع التحكم بأنفسنا ورغباتنا ، ندرك جيدا أنها ستتنتهي وندرك ان حياة واحدة سنحياها ، لذا وجب علينا العيش كما نريد نحن ونحب لا كما تريد هي أو يريدون هم ، .. تحكم بحياتك وعشها كما تريد أنت فهي ملكك الخاص لادخل لأحد بها سواك .. ، باختصار الحياة لعبة ، لعبة سخيفة ،متاهة صغيرة ، و دوامة كبيرة تأخدك داخل جوفها لتحاول أنت الخروج منها بأقل ضرر ، فتحاول وتفشل ثم محاولة أخرى وفشل قد تيأس قد تتحطم ، قد تنهض وتحاول من جديد قد تموت ألف مرة وانت على قيد الحياة ، وقد تحيى ألف مرة وأنت بنفس الحياة كل حسب طاقته وإرادته ، و كل حسب إدارته لحياته ...
-
DouNiaهاوية وكاتبة مبتدئة
التعليقات
الكثير يبدأ من الصفر ..
وأنتِ بدأتِ من العلو ...
سيري .. سيري طريقك النور ...