طالما شعرت ان لكلماته عمق غير مرئي ، يأخد بك الى عالم غريب، ممزوج بين كل من الحب والدهشة والتفكير والسؤال..الى أن قرأت« نبض».. فجأة بات العمق عمقين ، الغرابة غرابتين، أصبحت افكاري لا تعود الي، تفكير مطلق، بسيط وصعب، جزئي وكلي..
غالبا ما يحاول الرائع ادهم شرقاوي أن ياخدنا الى صيحات تفكيره، ويعْبر بها الروح الموجودة لديه، كلما انتهيتَ من قراءة كلماته، وبسطت فرحة النهاية تعود بك الحكاية الى البداية، لكن لماذا؟ أحقا؟
نظرت الى العنوان وقلت "لا بد من ان يكون كتاب كباقي الكتب ، الحب والعشق والهيام الذي يعاش دون حب" ، لكن فضولي من معرفة قوانينه من وجهة نظر الكاتب لم يسمح لي بالإنسحاب، قرأت الإهداء وأنا أتساءل مالعلاقة؟
فجأة، أصبحنا نعيش داخل عالم لا عنوان له، تعابير غير مفهومة، ألفاظ دون معنى، قلب يعيش الفراغ، روح يملئها اللا شيء، ظلام جميل ونور بئيسة ، حوارات دون معنى، وجدال غير ملحوظ..
تجاوزت ذواتنا الشيء الملموس بكيفية غير واضحة، الغموض يغوص في داخلنا، ربما هي علامات تدل على ضياعنا ، أو مؤشرات إنذار لا اعلم.
نحتاج..
«بعض النساء نخونهن اذ نكتبهن يا نبض فتحويل امرأة مثلك الى لغة،يعتبر خيانة من زاوية ما»
أن تكون كهذه المشاعر في مكنوناتنا شيء يفوق حدود اللا حدود .
« لا اعرف لماذا كلما مر هذا اليوم تذكرت المرة الاولى التي رايتك فيها..الانك ميلادي في وجه ميلادي وعمري في وجه عمري ..او لاني كما اخبرتك من قبل اؤمن الانسان في لحظة ما يولد انسانا جديدا غير الذي كان عليه وانا منذ رايتك ولدت من رحم عينيك ..»
جميعنا.. نؤمن بان العشاق ليسو اشخاص البارحة ولا اناس الماضي فالعشق يجعلك مولودا جديدا ..من رحم الحب يولد المحبوب ومن حواس القلب يعيش.
« شيء بدا لي تاما في تلك اللحظة ، وجودك كان يجعلني اشعر بالكمال بطريقة لم اعهدها من قبل يجعلني اكتشف طاقة الحياة الكامنة بي دون جهد يذكر يكفي ، فقط ان تكوني..»
ذلك الشعور بالكمال هو الذي نحتاجه ..نحلم به ،نريده وكفى..كيف لك ان لا تكون تاما و جزئك الناقص معك.
« لا يمكن الدخول الى مدن العشق الا بتاشيرة الثقة ، انها معادلة بسيطة اما ان نثق ونستمر ، او لا نثق ونتوقف»
انه قانون العشق الاسمى ..وجملة قواعده الاربعون..لا حب دون ثقة ولا استمرار دون حب ..هكذا علمني الشرقاوي من خلال كلماته ، حتى لو كنت اعلم بوجودها ، فهي الان بحلة خاصة.
«لاشهر طويلة لم يكن يجمع بيننا من الملموسات سوى الورق ،كنت ابحث عنك في رسائلك التي تنقذني من وحشة كل ما يحاصرني ،كنت وحيدا بدونك ،مزدحم بك، بين كل رسالة ورسالة كنت اعيش على الانتظار ، كنت تبعثين الحياة في الكلمات كما هو حالك.. »
كل شيء يهون في الحب ، القلق،الشوق ، التعب ،حتى المسافات يختصرها القلم...
اما بعد، فاريد شكرك يا قلمي الجميل على تحملي ، احبك جدا.
اما قبل، فلن اخبركم كيف كانت البداية ولاالنهاية،ولن اقول لكم كيف عاشت نبض ومحبوبها داخل مسافة الحب، ولن اعترف لكم بان احيانا،لا شيء يكتمل كما يجب ..
حتى لو وضعت الطبول أوزارها وترعرعت النفوس بين حبال الخيارات .. وأصبحت الكلمات تعتمد فوهات البنادق لبسط سلاستها، فإن الحب لا يتغير .. لا تمسسه مسلمات البديهي ولا خزعبلات المستحيل.
دمت بخير يا نبض.
-
رحاب اعمارةنكتب، لعل ماكتبناه يشهد لنا يوما.