كل عام وأنتم بخير وبسعادة ...
مرّ عام وجاء عام جديد ...عام لا يدرِ عنه شيء سوى الله ..عام بالتأكيد سيكون مليء بالأحداث السياسية والإجتماعية ..التي قد يستغلها المحبطون ليعلنوا أمام نفسهم وأمام ذويهم بأنه أسوأ عام مرّ عليهم ..هؤلاء من يضعون الظروف والأيام وأحوال البلد هي من تتحكم فيهم .
أنا لا أذكر أنني خضعت لظروف البلد وأحوال البلد ..بل أنا لا أذكر إنني قرأت وتابعت الأخبار السياسية ,وإن تابعتها فأنا أتابعها على سبيل الترفيه ,فلا أقبل على الإطلاق أن يتحكم فيّ فلان المسئول أو علان الإعلامي الذي قال كذا كذا .
مالي أنا ومال ظروف البلد ؟
نعم ...هناك إحباطات كثيرة تأتي من العالم الخارجي لنا ,ولكن من قال إن تلك الإحباطات ينبغي لها أن تترك أثراً فينا ؟
للأسف ..هناك أشخاص يعتبرون أن أي ظرف سواء سياسي أو في المحيط الإجتماعي الخاص بهم ..قد "يعكنن" مزاجهم ..ويقومون باليأس ..ويتمنّون الهجرة .. وسؤالي الدائم لهم هو : ماذا بعد الهجرة ؟ هل ستتحسن حياتك ؟ هل ستبقى بمعزل عن الأحداث ؟
وللأسف أيضاً .. هناك أشخاص جلسوا على القهاوي لإنهم لا يجدون وظيفة مناسبة ,وسيجلسون ...وإن سألت أحدهم لماذا لم تجد وظيفة مناسبة سيقول لك الجملة الروتينية المعتادة .
"هو حد في البلد دي لاقي شغل ؟ "
هؤلاء أشخاص لم يعترفوا قط بأنهم السبب ..ويلبسون تهمة عدم توظيفهم للبلد !!
ولأحوال البلد !!
وظروف البلد !!
ولذا فإياكم والخضوع لأي شيء ..السنة التالية لن تكون أجمل إلا إذا قررت تخليك عن التابوه الخاص بالظروف ..سأقول لك شيء أخر ربما سيفاجئك .
لا يوجد أي شيء إسمه "ظروف" ..
ستقول لي ..ماذا ستسمى إذن حادثة أدت إلى قتل المئات ؟ ماذا ستسمى إذن وفاة قريب ؟
ما الضرر إذن في أن يموت قريب عزيز عليك أو عليّ أنا ؟
أأنا أو أنت أرحم به أم خالقه ؟
ما الضرر في أن تحدث حادثة يموت بسببها الآلآف عليّ ؟
طبعاً ..أنا لا أقصد التبلد ! ولكنني فقط أقصد أن الحياة لم تقف بعد بداخلك ..
نحزن قليلاً ..نبكي قليلاً , فقط للتنفيس ..ثم نكمل حياتنا .
نكمل الأيام والسنين ,لننجح ...ولا يهمنا من يحبطنا أو من يضّل عن سبيله.
بل لا ننظر له من الأساس ..
وكل عام وأنتم بخير ..فقط قراركم أنتم أن تكون سنتكم هذه جميلة أو لا .
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.