في ذكري السابع عشر من أغسطس للعام ٢٠٢١ لازلت أذكر تفاصيل ذلك اليوم جيدا ..

علي ما أتذكر كان يوم الثلاثاء وكنت حديثة استلامي للعمل في نوبتجية بالمستشفي...

اذكر في ذلك اليوم حدثين أحدهما جميلا وآخر لم يكن علي مايرام الاثنين معا في يوم واحد ...

أتذكره بالذكري الجميلة وأتغاضي دوما عن تلك السيئة ...

من بعد هذا التاريخ تعلمت درسا قويا في الحياة ..

وأنه بمرور الأيام تصبح الذكريات السيئة أقل حدة وتتخافت شدة وجعها إلي أن يتلاشي تدريجيا .. حتي أننا بالكاد نذكرها وتبقي الذكري الجميلة حية مادمنا إلي الأبد ...

حقيقة اكتشفتها بعد ما أنهيت دراستي بكلية الطب علي مدار السبع سنوات ..

أنا الآن لم أعد أتذكر أية ذكري سيئة بوقت الجامعة رغم قساوة تلك الأيام .. لم تعد تبكيني الذكريات القاسية وقتها ...

فأنا الآن في منطقة أخري من الحياة وأنظر من الجانب المقابل وازددت خبرة ونضجا في الحياة لم أعد موجودة هناك بتلك العقلية ...

ولكنني أتذكر وأفتقد وبشدة بالغة رفاقي وقتها حتي أنني كنت أتجول في صوري القديمة فصادفت صور لي منذ أكثر من ثمانية سنوات مع رفاقي القدامي ...

أحن وبشدة إلي تلك الذكريات الجميلة ولم أعد أتذكر الأخري الأليمة .. بل إنني بالكاد أذكرها ..

وجدت بأن الإنسان ينسي ويتذكر فقط المرور الجميل في الحياة دوما ..

كل شخص في الحياة يحمل عطره الخاص ويتركه في صفحات الزمن كبصمة مميزة به وحده ..

كما يقولون يبقي الأثر ..

ولكن الأثر الطيب العطر النافع ..

كما جاء بالأية الكريمة ..وأما ما ينفع الناس فيمكث بالأرض..

حقيقة أدركتها جيدا بمرور الأيام...

إن سألتني عن ذكريات سيئة تكون الإجابة هي كثيرة .. ولكن ماذا بالضبط .. لا أذكر شيئا بعينه ...لأن كل شئ يمضي ويطويه الزمان ..

أنا عن هذا التاريخ فأنا أتذكر جانبه العطر في حياتي بأشخاصه الرائعين ...وأحداثه الأكثر روعة ..

وكم الأمل الذي كان يقطنني .. وكم الأحلام التي صنعتها في وقتها ...

وددت لو طالت تلك الأيام ..وتلك الأحلام ...

ما أجمل الذكري الجميلة تعيد نفسها كل مرة بألف صورة .. هي حية في قلوبنا وعقولنا فقط لأنها اختارت بأن تكن جميلة ..فبقيت وعاشت وبقي الأثر......

بقلمي: إيمــان فايــد

السبت: ١٧ أغسطس ٢٠٢٤