"قاب قوسين"
أليست وقتية الأشياء وتقلبات الزمن الدائمة هي ما يميز حياتنا الزائلة؟
نشر في 15 أكتوبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
"قاب قوسين أو أدنى "
...واني لأتساءل: لماذا نسعى إلى تخزين السراب..نضيع وبسذاجة ثرواتنا الحقيقية التي لا تعوض – ديننا, مبادئنا – شبابنا – لحظاتنا الثمينة – ونقايضها بما لا يمنح السكينة ولا السعادة !!
وكأنما القصيدة لا تكتب إلا حين تكون هناك هدنة!! و يكون سلام في وطن الأعماق والمشاعر؟!
لا أحد يستطيع ايقاف الزمن ..الوجود متقلب في مجراه..لا نستطيع فرض ارادتنا بأي حال من الأحوال..كل شيء زائل..لا شيء يدوم..ولا شيء يستمر..لا شيء يبقى الى مالانهاية..الكل يهرول ليؤول الى الهلاك يوما ما..
أليست وقتية الأشياء وتقلبات الزمن الدائمة هي ما يميز حياتنا الزائلة؟
الصمت يسود..كل شيء في سكون وترقب..قافلة من العنبر والبخور تسير!!
والحيطان الصماء تسمع الصمت ولا تسمع الكلام!!
لم ينتبه أحد أن الليل قد مات وترك جثمانه الضخم يقف فى وجه الشمس حاجبًا الأشعة والدفء.. يجب ان يعلمني احدهم أنه ليس باستطاعتنا الكتابة دون إعلان الحداد على صدقنا!!
منتهى الوحدة أن لا نجد إنساناً واحداً... واحداً على الأكثر... بين مئات يحيطون بنا... يكمل عباراتنا المبتورة ويشاركنا نشيجنا الصامت... كم نخدع بوهم الازدحام... على زيفه!!
التذكر هو الموت .. التذكر هو العدو .. فمن يستدع ذكرياته يمت تواً .. بعدهاً .. كأنه يبتلع قرص السم .
أحيانا،قد نقبل التحدي..التحدي مع أنفسنا..ويبدأ الصراع..لا مشكلة ان نتخطى الآخرين..ناسين او متناسين طبيعتنا الإنسانية..مشاعرنا الآدمية..مما يجعلنا نتعامل مع الأخر وكأنه فأر تجارب لنرضي غرورنا..لنثبت لأنفسنا أننا موجودين أو متواجدين..لا تهمنا مشاعر الآخرين وإنسانيتهم..لا يهم!!
نتراهن مع أنفسنا على حصان أسود في السباق...فان سقط الحصان فزنا..وشعرنا بلذة الانتصار ..وان لم يسقط أصابتنا الحسرة وعدنا نحاول من جديد..أي نقص هذا لدى بني البشر..أي غرور يتملكنا نحن الآدميون..
ويتساءل :لم كلما تذوقت شربة من السعادة تقف عائقا على المجرى؟!.. لم تتسلى بانتزاع جذور القلب من تربة عطشى إليها؟! لم تهرب باستمرار من سنارة لاهثة تخلو من طعمها أو ربما طعمها شذرات من الروح المؤرقة فلم ؟! ... لم الرفض؟! ... لم الهرب ؟!.ولم العذاب ؟!
لم تسعفه اللحظات على البوح, بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى..كاد الحجر أن ينطق! أليس الجمال ألا نبوح بما يختلج في صدورنا..أليس الكتمان لغة أنيقة أحيانا؟
أليست غرابتنا هي طهرنا وأجمل ما فينا..أليس الغباء أن نكون مألوفين فنخسر ألقنا ووهجنا ؟
لم يكن الكلام مسموحا به.. كانت الأشياء تتساقط حوله..كأنه يحتسي كوبا من قهوة على استعجال أولا, وحين تلدغه القهوة بقوة طعمها يكمل ارتشافها على مهل عله يمحو ما في داخله من رواسب!!..
لا هناء يتغذى من الحرمان وحده،بل بتناوب التواصل والابتعاد،مثل التنفس،انه تناوب شهيق وزفير يحتاج إليهما المرء لتفرغ وتمتلئ رئتاه.. انه "عبقرية المسافة"
إن المعيشة تحتاج إلى عقلانية..الرواح والمجيء أيضا يحتاج إلى عقلانية..كذلك العاطفة والمشاعر..حتى الفراغ يحتاج إلى عقلانية "كيف نقضيه"..إن لم نسد فراغنا بعقلانية وتدبر..صارت حيواتنا فارغة دون عقل ولا روية!!
"سؤال لا بد أن نطرحه على أنفسنا في كل لحظة..في كل هنيهة..هل نحن راضون عن أنفسنا؟!"
ماهر( باكير)دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
فعلا...الكتمان لغة أنيقة. فليس كل ما يختلج في الصدر قابل للبوح و لن يفهم البوح ببعض ما في النفس أكثر الناس.
دام الفكر و القلم
وكل ما بك جميل
حقا انت ملك التعبير كما ان لك لغة خاصه يفهمها من يشبهك التفكير والتروى
على عجالة الكثير منا يتسرع ف الحكم فيندم
"سؤال لا بد أن نطرحه على أنفسنا في كل لحظة..في كل هنيهة..هل نحن راضون عن أنفسنا؟!"
لم أجد ما أقوله سوى... شكرا لمن كتب حروفا تخبرنا... أننا بالرغم من وحدتنا... هناك دائما في مكان ما من هذا العام من يشبهنا. شكرا لك و دام المداد أخي ماهر.