منذ حركات الإستقلال والتحرر التي خاضتها الدول الإفريقية ضد قوي الإستعمار الخارجي ودور مصر البارز في الحقبة الناصرية ودور عبد الناصر في مساندة تلك الدول لنيل إستقلالها وتعقد الآمال علي مصر في حل قضايا البلدان الأفريقية والتحدث امام العالم علي ما تعانيه هذه القارة من مشكلات وقضايا تشغل الفكر الافريقي في مختلف الإجتماعات الدولية.
ومع إنتهاء الحقبة الناصرية وإنشغال مصر بالصراع الإسرائيلي العربي ثم حرب ٧٣ والمفاوضات التي أنتهت بعقد معاهدة سلام مع الجانب الإسرائيلي إنتهت حقبة السادات وجاء مبارك الذي تجاهل أفريقيا تماماخصوصا بعد حادثة أديس ابابا تاركا الساحة الافريقية لقوي أجنبية أخري للإستفادة من خيرات القارة الافريقية ليس فقط بل تخلت مصر عن جزء كبير في قوتها الناعمة التي طالما كانت من الاذرع القوية التي تمتلكها بالقارة الافريقيه.. فكانت النتيجة غياب مصر التام عن الدول الإفريقيةبالرغم من كثرة السفارات المصرية الموجوده بتلك الدول.
إلا أنه ونحن في ظل تطورات كبيرة ومشاريع تنموية ضخمة تقوم بها الدولة في مختلف المحاور لابد وان يكون لمصر دور فعال وحضور قوي لدي الدول الأفريقية في مختلف المجالات والأنشطة.
إن قارة أفريقيا سوق قوي من الناحية الإقتصادية يبلغ عدد سكانها ١.٣٠ مليار نسمه ويبلغ عدد وارداتها ٤٠٠ مليار دولار سنويا حيث تستورد أفريقيا السيارات وأجهزة الكمبيوتر والملابس والأدوية وأجهزة الجوال والأدوات المكتبية والأغذية وأجهزة التلفزيون والمنتجات الهندسية والمواد الكيميائية تمثل مصر من تلك النسبة ١٪ فقط وهذه نسبة ضئيلة جدا فمصر لديها الكثير ولا بد وأن تعطي الدولة أهمية كبري لأفريقيا ومحاولة الدخول بقوة إلي السوق الأفريقي وخلق فرص واعدة لتسويق المنتجات المصرية وبناء المصانع الخاصة بإحتياجات أفريقيا من الملابس والأدوية والأدوات المكتبية وأجهزة التلفزيون والأغذية وصناعة الأثاث حيث تمثل واردات أفريقيا من الأثاث ٨.٥ مليار دولار من الخارج.
إن مصر مؤهلة لتصبح صين أفريقيا الجديد وأن تفتح أسواق جديده هناك إذا وجدت العزيمة والإصرار والبعد عن السياسات القديمة البيوقراطية.. واوا اري انه من الأفضل علي الدولة تشكيل هيئة موحدة لدراسة السوق الافريقي وإحتياجاته والعمل علي بناء المصانع اللازمة بالتعاون مع القطاع الخاص لتلبية هذه الاحتياجات. وكذلك تحريك القوي الناعمة عن طريق إنشاء جامعات مصرية في مختلف البلدان الافريقية علي غرار الجامعات الأمريكية ليس من باب القوة الناعمة فقط بل من باب أيضا إستثمار في المجال التعليمي وكذلك بناء المستوصفات الطبية الكبيرة في كل دولة لتعود بالنفع علي المواطنين هناك من خلال تقديم الرعاية الصحية الجيدة وبالنفع علينا من خلال الإستثمار الصحي الذي يعتبر من أهم الإستثمارات الناجحة وخلق قنوات فضائية ومواقع تواصل إجتماعي لمخاطبة عقول هذه الدول
وفي النهاية إن تقدم مصر مرتبط بأفريقيا وعلي الحكومة أن تعي ذلك وتراقب عن كثب التحركات الخارجية خصوصا تحركات إسرائيل وما تفعله من تعزيز لوجودها بالقارة الأفريقية وانا علي ثقة تامة ان الادارة المصرية تحت إدارة السيد الرئيس علي علم ودراية بما يجعلها قادرة علي جعل مصر صين أفريقيا والشرق الأوسط الجديد.
-
Ahmed Gamalمصري لا يحب الثرثرة والصوت العالي