شَغَفٌ قِيادِي! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شَغَفٌ قِيادِي!

شَغَفُ قـائــدٍ وعثراتــه من عَــيْنَيْـه!

  نشر في 03 نونبر 2017 .

أبالغٌ أنت؟ هل زورت اليوم الذي طلعت به شمسك ولم تشأ أن تعترف؟ جميعها كان مما يقال عنّي، في بادئ الأمر؛ لم أفهم ما يشيرون إليه، فلم تكن قوة ملاحظتي كما هي الآن بعد أن طورتها وإهتممت بها، ولكن دعهم يقولون، فقد كانت بي ثقة زرعتها بي أُمي عندما كنت صغيرًا لا أجيد الكتابة حتى أزور حسب إدعائاتهم، أقوالهم، ونظرتهم التي بيّنت لي ضعف بصيرتهم.

أذكر حينما دخلت على المرحلة الثانوية، قرر والدي بعد أن إستشارني بأن ينقلني لمدرسة جديدة، فوافقت بعد أن ناقشته في الموضوع، وكان معه الرأي الأصوب. أول يومٍ مرَّ بسلام لأنه لم يتسنى للطلاب معرفة بعضهم البعض. وبعد مرور عدة أيام، قرر المدرس بأن يشركَنا في مجموعات، وبعد أن دخ الطلاب في جو الدرس، بدأ من يجلس بجانبي هامسًا:

كم معدلك في الصف التاسع؟ هل دخلت المدرسة متأخرًا؟ هل رسبت في صفٍ من الصفوف؟

كان يقولها وفي وجهه دهشة إستطعت أن أستشعرها

أجبته مختصرًا حديثي:

لا، لماذا كل هذا؟

فيجيب بسؤال:

هل حففت شاربك من قبل؟

ففهمت ما يشير إليه وما مقصده من نسق الذكريات التي أملكها، وعرفت بأن ضعف البصيرة لم تختص بأُناسٍ من نوع واحد، ففضلت السكوت والإهتمام بالدرس، فلم يكن هذا الفكر الذي يتناسق مع ما أهدف إليه، ولم يكن لي به مصلحة.

علمتني أُمي بأن ما خلق الله هو الجميل، فلا أُعيب من كان في نظري البشريُّ بشع، فهو أجمل مما نتصوره، ولا يُلام المرء عن نسبه، شكله، أو إسمه حتى، بل إن كان هناك ما تستطيع أن تلوم به شخصٌ، فهو ملبسه، ولا تكون الملامة والنصيحة في العلن!

أَذكر عندما كنت في السابعة من عمري، أول ما إنضممت للنادي، لم يسمحوا لي باللعب مع زملائي لأن كان هناك مدربةً وكانت زوجة مدربٍ آخر وهو من رفضني، وطلبوا مـنّي بأن أحضر نسخة من شهادة الميلاد، ولكن جاء مدربٌ عاقل، وأخبرهم بأنه يعرفني. على أي حال، فيما بعد، كان هذا الشخص له مكانةً كبيرة في قلبي، حيث أنه صقل قدراتي القيادية نحو ظروف معينة.

لا أعلم لماذا يظن الكثير بأنني كبيرٌ في العمر، ولكن جسمي قد يكشف أسراري.

دائمًا ما وقفت بجانبي قدراتي القيادية. حين إنتهيت من المرحلة العدادية، نصحتني والدتي ومدربي بأن ألتحق بمعسكر صيفي، حيثُ قوانين القائد تتبع ولا مجال للتهاون، وحيث العواقب وخيمة، قررت بأن أجعل قدراتي القيادية ليست إستقلالية، وإنما بإكتساب القلوب، فحينئذ، أصبحت سريتي قوة واحدة، وكان أول ما زرعته في أذهان الجميع، بأن العمر ليس الاولوية، ولكن الفكر وثقافة المرء هي من تحدد مكانته، وليس القائد هو أهم شخص، بل أن القائد شخص كباقي الأفراد، إلا أن قدرته كانت توزيع المهام والسيطرة والتنظيم.

ودائمًا ما كان شعارنا هو

"الواحد للجميع، والجميع للواحد"

نقولها بصوتٍ مدوي، يهز باقي السرايا ويكنوا لنا الإحترام من التناسق والانضباط ويتخذوا منا لهم قدوة.

كانت أحلامي بعيدة المنال كما وصّانا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن الإصرار والعزيمة وأن لا شيء مستحيل حيث قال:

"لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، ومهما كانت الصعوبات كبيرة، فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها"، وبُعد المنال لا يعني إستحالته، ولكنه يعني في قاموسي أنّه الهدف الأسمى، الذي يستحق التضحية بالنفيس من أجله.



  • فهد ناصر الشايع
    محب للكتابة عندما تحل الكآبة وتتملكني أحاسيس القراءة حين أشتاق... واشعر بالإساءة!
   نشر في 03 نونبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا