مدخل وقصيدة: الصباح الجديد
أترنح ابحث عن نفسي, وأصلي خوفاً من نفسي, فهل سأجد نفسي؟
نشر في 23 غشت 2015 .
يقولون أن العاقل هو من إتعظ بنفسه, وأن السعيد هو من إتعظ بغيره, وهذه مقولة صحيحة في رأيي, لكن سأسألكم سؤالا واحداً فقط:"أوليس محظوظاً من إستطاع تجنب الوقوع في نفس الخطأ مرتين؟"
الصباح الجديد
أتمنع عنك,
لأني لا أقدر أن أتخلى عن ذاتي
أو عن نزواتي,
لا أقدر أن أمنع نفسي,
من رؤية أحداث الأمس!
***
يتسلل حزني,
خلف ستار الليل, ويذهب!
يأتي ملفوفاً بالألحانِ ليطربني
محفوفٌ بالأشجانِ ليغرقني!
***
كي لا أُوقظَ "عملاقي" النائم
أو أُفسدَ إيماني القائم
أذهبُ لبعيدٍ...
لمكانٍ لايوجد فيه بشر
لاتوجد فيه حياة!
"هل أذهب؟ وبلاعودة؟"
أم أتمسك بالآمال؟
لعلي أشفى يوماً
أو أشربُ حتى أروي ظمأي...
***
ظمآنُ قلبي ظمآن
محكومٌ دوماً بالهجران
مسكونٌ بالأشباح وبالألحان
ظمآنٌ أبداً لايُروى
عطشانٌ يبحثُ عن سُقيا
محبوسٌ في جبِّ القهرِ
في قاع اللوعةِ, في الولَهان!
قد كان سعيداً يوماً ما
كالغصن تداعبه النسمات
كالخد تزينه البسمات
يتقبل كل تصاريف الأقدار
يتهادي بين نجوم الليل
لينجو من كل شياطين الأمصار
ولكن...
ماعاد اليومَ يُسليني
فالحزن يُمازجه كل الأوقات
يجالسه كُل اللحظات
ويُسمعه شتى الألحان
من ضربٍ فوق ثلُاثِّي الأوتار
وهمسٍ من نايِ الأشعار
أحياناً من عودٍ عربيٍ
أو من حِدةِ هذا الغيتار
يُنصتُ قلبي, لكن لايسمع
“لن ينفع هذا لن ينفع!”
أشتاطُ أعبرُ عن غضبي
“إحساس هذا ياقلبي"
هيا إشعر!!
“هيهاتَ ولكن لن أشعر"
ماذا أصنع؟
“هل أذهب وبلاعودة؟"
أم أرسل في طلب النجدة؟
“النجدةُ ياقومِ النجدة!”
(النجدةُ ياقومِ … النجدة!)
***
أترنحُ مشتاقاً
"لصدى أصوات الحب؟" -(1)
لا, لصدى صوت الآذان
أو صوتِ تلاوةِ قرآن
من صدر مصلٍ فنان
أترنح أبحثُ عن نفسي
وأصلي خوفاً من نفسي
مابين الجهرة والهمس
أو بين الليلة والأمس
ألقى نفسي
مفترشاً أعماقَ النفسِ
في كُلِّ حُضورٍ للهمسِ
في سجدة إنسان منسي.
بولمو, مارس 2015
(1) "...لصدى أصواتِ الحب المكتومة آهات في قلبي..." مقطع من قطعة نثرية تخص الكاتب. إنظر https://www.makalcloud.com/post/dio3p9ev7.
-
محمد الأمين إسحاق سليمانأحب الشعر وأهوى الكتابة, عملت كمطور حر للبرمجيات في بداية مشواري, والآن أعمل كرئيس تنفيذي لشركة ريفلكشنز لأنظمة الحاسوب, آملاً أن يكون لحياتي معنى.