ماجِد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماجِد

  نشر في 25 نونبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

يومٌ عاديٌّ جدًّا، لا شيء مميّز فيه.

بدأ بذاتِ المللِ و الرّتابة و الرّوتين الّتي باتت أيّامي تتبعه في آخر سنةٍ من سنواتِ حياتي. استيقظتُ في الثامنة إلّا ربع صباحًا ألقيت نظرةً حسِبتُها خاطفة على تطبيقاتِ هاتفي المختلفة، إلّا أنّي تفاجأتُ أنّ هذه النّظرة "الخاطفة" استغرقت ساعةً كاملة.

أهدرتُ ساعةً كاملةً من ساعات يوميَ الرّوتينيّ الثمين في اللاّشيء!

غسلت وجهي و أعددتُ كوبًا من القهوة، درستُ قليلًا ثمّ تابعتُ حلقةً من مسلسل أمريكيٍّ وقعتُ في غرامِه مؤخّرًا يتحدّث عن يوميّاتِ طبيبٍ مُصابٍ بالتّوحُّد.

ثمّ أضاء هاتفي منبّهًا إيّاي بوصول رسالةٍ جديدةٍ على تطبيق "انستغرام" من ماجد ليشاركني بpost وجده مضحكًا و الحقيقة أنّي وجدته مضحكًا أيضًا رغم تفاهته.

غريبٌ أمر ماجِد، يشاركني أحداث يومه بأدقِّ التّفاصيل دون كللٍ. فيُشعرُني أنّي جزءٌ مهمٌّ  من حياته. فهو يحدّثني عن تفاصيل يومه المملّة و التّافهة، وصولًا لتلك المهمّة منها. يحدّثُني عن طموحاتِه و أحلامِه، مخاوفه و هواجسه، حتى علاقته السّابقة.

و يسألُني بفضول كبيرٍ عن تفاصيل يومي و كيف قضيتُ ساعاته.

ماجِد هو أوّل رجل، بل شخصٍ عمومًا أحدّثه عن شعوري الحقيقي بالخوف واليأسِ و الانطفاء. لاأعلم مالّذي جعلني أشاركه همّي و ضعفي..

يمدحُني ماجِد قائلًا بأنّي "إنسانةٌ مريحة"، ربّما أخبرته بما يهمّني لأني أجده مريحٌ بالنّسبة لي أيضًا.. 

ماجِد أصبح يشغل حيزًا لا بأسَ به من حياتي و ساعاتِ يومي و تفكيري حتّى، في وقتٍ قصير جدًّا، و هذا يخيفني..


                                                                                              السّبت، ٢٦ أكتوبر، ٢٠١٩ 

                                                                                              ٦:٤٠ م

                                                                                             من أحد مقاهي العاصمة


  • 5

   نشر في 25 نونبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 5 سنة
الكلمات تركض على الورق , واللحظات تتسرب من أصابع الوقت , ثمة رنين ينتظر..لماذا نكون شاحبين في مكان ما , وحده الصمت يغزل خيوط الصباح , لماذا لا نكن أنفسنا .. وحدنا من يستطيع أن يقرر..فسلام علينا وعلى اكتفاءنا..احسنت مقال جميل
1
§§§§ منذ 5 سنة
كل القصص تبدأ ب"أنت إنسانةٌ مريحة"...و الحديث عن "العلاقات السابقة"... سيخبرك أنه يشعر بالوحدة... و بعدها يخبرك أنه بحاجة لمن يحنو عليه...

لا تستغربي يا فتاة.... لعلها نفس القصة في قوالب مختلفة...
هل أقول انتبهي أو أقول بالتوفيق....
كوني دائما بخير.
2
تسنيم
أشكرُكَ على هذهِ النّصيحة يا أحمد، دمتَ بوِدّ.
Dallash
احسنت اخي احمد

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا