يومٌ عاديٌّ جدًّا، لا شيء مميّز فيه.
بدأ بذاتِ المللِ و الرّتابة و الرّوتين الّتي باتت أيّامي تتبعه في آخر سنةٍ من سنواتِ حياتي. استيقظتُ في الثامنة إلّا ربع صباحًا ألقيت نظرةً حسِبتُها خاطفة على تطبيقاتِ هاتفي المختلفة، إلّا أنّي تفاجأتُ أنّ هذه النّظرة "الخاطفة" استغرقت ساعةً كاملة.
أهدرتُ ساعةً كاملةً من ساعات يوميَ الرّوتينيّ الثمين في اللاّشيء!
غسلت وجهي و أعددتُ كوبًا من القهوة، درستُ قليلًا ثمّ تابعتُ حلقةً من مسلسل أمريكيٍّ وقعتُ في غرامِه مؤخّرًا يتحدّث عن يوميّاتِ طبيبٍ مُصابٍ بالتّوحُّد.
ثمّ أضاء هاتفي منبّهًا إيّاي بوصول رسالةٍ جديدةٍ على تطبيق "انستغرام" من ماجد ليشاركني بpost وجده مضحكًا و الحقيقة أنّي وجدته مضحكًا أيضًا رغم تفاهته.
غريبٌ أمر ماجِد، يشاركني أحداث يومه بأدقِّ التّفاصيل دون كللٍ. فيُشعرُني أنّي جزءٌ مهمٌّ من حياته. فهو يحدّثني عن تفاصيل يومه المملّة و التّافهة، وصولًا لتلك المهمّة منها. يحدّثُني عن طموحاتِه و أحلامِه، مخاوفه و هواجسه، حتى علاقته السّابقة.
و يسألُني بفضول كبيرٍ عن تفاصيل يومي و كيف قضيتُ ساعاته.
ماجِد هو أوّل رجل، بل شخصٍ عمومًا أحدّثه عن شعوري الحقيقي بالخوف واليأسِ و الانطفاء. لاأعلم مالّذي جعلني أشاركه همّي و ضعفي..
يمدحُني ماجِد قائلًا بأنّي "إنسانةٌ مريحة"، ربّما أخبرته بما يهمّني لأني أجده مريحٌ بالنّسبة لي أيضًا..
ماجِد أصبح يشغل حيزًا لا بأسَ به من حياتي و ساعاتِ يومي و تفكيري حتّى، في وقتٍ قصير جدًّا، و هذا يخيفني..
السّبت، ٢٦ أكتوبر، ٢٠١٩
٦:٤٠ م
من أحد مقاهي العاصمة
التعليقات
لا تستغربي يا فتاة.... لعلها نفس القصة في قوالب مختلفة...
هل أقول انتبهي أو أقول بالتوفيق....
كوني دائما بخير.