هل ستتمكن من العيش من التكنولوجيا والتطور الى بيوت مربعة امام البحر
نشر في 03 مارس 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
كوني سأغادر قريبًا الى بلدي بسبب الاوضاع السيئة اتسائل دومًا هل سأتمكن من العيش، فلن نذهب لمكان اكثر تطورا مثل مقديشو بل سنذهل الى مركة! التي ليس بها شئ واشكك في وجود اسواق او بسطات لبيع الخضار، ولأحياء، لا اعلم ان كان ثمة شخص يعيش غيرنا فالحي مهجور، وأتخيل انه في الظلام تبدأ الكلاب بالنباح والحمير في النهيق
وأن القيت نظرة خارجًا ترى كمية ظلام تهيئ لك انك اعمى، فتعود للبيت خائفًا، ولازلت لا ادري، هل توجد اضواء او لا؟
اتذكر حينها عندما كنت اخرج مع امي يوميًا في الساعة التاسعة بعد صلاة العشاء، هل بعد كل تلك السنوات، وبعد ان اصبح عقلي خريطة لشوارع وأحياء مكة، انسى كل هذا وامضي؟
او بعد ان صار كل عملاء السوبر ماركت يعرفونني، أأتركهم؟
سمعتي التي جمعتها، أتضيع؟
غرفة النوم وفراشي ووسادتي هل ستشتاق الي؟
ولمطبخ الذي اعتدت صنع الشاي وأبتكار وصفاتي واطباقي فيه، هل سأجد مثله هناك؟
او الحمام الذي اعتدت تنظيفه كل شهر، هل سأقترب من الحمام اصلًا هناك؟
او شاشة التلفاز التي اعتدت مشاهدة مواسم من البرامج كل عام هل سأرى برامجي المفضلة التي انتظرها بعد رمضان؟
هل سيكون المضي قدمًا سهلًا ام صعبًا.
صحيح ان كل تلك الأسالة تنطرح في عقلي ويتم اكتشاف المزيد لكن ليس لدي خيار اخر غير المضي قدمًا او البكاء طوال الوقت للأبد، لا اخفي عنكم انني اشعر بالغثيان حين ارى البحر الملوث، وتنسد نفسي حين ارى جدران البيوت المكسوة بشئ اسود لا اعلم ما هو، لكن هذه الحياة " يوم لك ويوم عليك" ولهذا قررت المضي قدمًا، هذا الخيار الذكي بالنسبة لي، وبأذن الله تحل لي ولعائلتي.
وسأشكر الله واحمده ان بقيت في الصومال دون ان اخصب على الزواج من شخص لا اعرف عنه شيئًا، او ان اجبر على تربية تسعة وتسعين طفلًا، او ان اقف عشر ساعات امام ذلك البحر كي انظف الملابس التي لا اعلم كيف تصبح نظيفة في مياه قذرة،
لا اعلم اين اتجه او كيف اهرب من هذه المجزرة، افكر في هجرة قانونية، او جمع المال من اجل السفر، لكن هذه الأفكار لا تبدو منطقية كثيرًا لكن حين تفقد الامل ستفعل اي شئ كان منطقيةً او لا، وبالنسبة لي، لا يهمني إلا ان اخرج من هذا البلد او على الأقل اعيش في مقديشو وليس مركة وأن قبلت العيش في مركة سأعتبر نفسي اقبل العيش في التهلكة! ولا اقبل أبدًا العيش باقي حياتي في هذا المكان.
ان على وعسى خرجت من الصومال سالمة لن العن اليوم الذي رأيتها فيه، بل وأحمد الله على هذه التجربة الدسمة والمليئة بالفوائد والتي، ان كان لدي احفاد، سوف اسردها لهم
بل وقد تكون احد مفاتيحي لفتح باب حلمي كشيف ومصممة ازياء وتجعل فرصي في النجاح اكبر بكثير ولا ادري ابدًا اين يخبئ الله لي الخير حتى وأن لم اخرج من الصومال، من يعلم، فليست هناك مشكلة في فتح مطعم خاص بك او دار ازياء ان يسر الله للصومال حالها او جعل الرئيس، محمد عبد الله فرماجو يحلها، من يدري لكن لن اتوقف عن تأمل مستقبل واعد لي.
-
كادي مصطفىصومالية في مكة