السيدة التي ترسم حاجبيها كغانية
خرجت للتو من شِبَاك الصياد ..
بابتسامة مفخخة
و تقرأ لي الكف تحت طاولة المقهى
حين لامستُ منها الجلد
فرتْ كحبات مسبحة في كف الحلاج
--------------------
السيدة
التي يجهدها مطر يكفر بالجن
فيعيد سليمان نبيا من طين
و يطعم الشفاة رمل المد
فيبدل قشور الأسماك قبلات للماء ....
لا تشتهي تفاحي بلا حنجرة
-------------------
السيدة التي قرأت
بعضا من آلام الحوت
في قاع الفنجان على طاولة الفقر
استحت أن تعلن الوطن في كفها
إلها أرضيا
-----------
السيدة
التي تئن صحراء الغياب
من عطشها
تصطاد القمر في منديلها
مبخرة بلا بخور ...
و بلا كلل
تنتظر يونسها عارية
أسفل الشجرة
ستعتني بصبار الانتظار
لـ طي السجل
---------------
السيدة
التي تعقد خصلات معدودات ذيل مهر
يعيد للتنورة الملقاة على كرسي اللقاء
ذاكرة أنثى المِسْبَحَة في حلقات الذِكر
كعادتها
تنسى فارسها
إن تبهرها فتوة سرج
أو يغويها وتد فحل
و تصرخ :
إن تشد وتر السطر
خيمة حرف
أو تنورة مداد
تتهم بخيانة الصهيل
--------------
السيدة ذات القوس
المائل للخلف
تمشط رجال الحب
جياد سواسية كأسنان الحرب
بلا وتر
إن كر إليها قرص الشمس
أو فرت منك شهقة سطر
في حلبة رقص
لا تتبنى صهيل الخيل
و لا تغويها بحة صوت
فتسب في فورة كأس
حدوة
أول مَنْ عَشَقْ
و أول مَنْ
أتقن فيها شد لِجْام
و أخر مَنْ .......
فَكَّ منها أسراج يمام
------------------
سيدي الشِعر
الآن ترش سيدة النهر
فيض السمسم
بابتسامة سماوية
في جحور النمل
و تتمدد في دمي
لا شرقية ولا غربية
يكاد نبضها يضيء
تهز إلينا بجذع العشق
نساقط علينا ذِكرا زكيا
----------------
-
أحمد الخالدقاص وروائي مصر ي