الخوف - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الخوف

هل الخوف إنفعال طبيعي أم كابوس مزعج

  نشر في 15 أبريل 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

كم من مرة وقف الخوف حاجزا بيننا و بين تحقيق أحلامنا.

 كم من مرة أجبرنا على العودة  بخطوات متناثرة هنا و هناك باحثين على  الأمان المزعوم

إن الخوف بكل تجلياته سلاح فتاك يضاهي في خطورته السلاح النووي، لأنه بكل بساطة سلاح ذاتي تسلطه على ذاتك، يوجه منك عليك. ألم تمنح لك فرصٌ أو على الأقل فرصة واحدة  و التي كانت بمثابة فرصة العمر ولم تعرف كيف تستغلها وتتعامل معها وعوض أن تقف شامخا متحديا لذاتك أولا ولظروفك ومحيطك ولمنتقديك... تواريت مهرولا نحو الخلف ألم يحدث ذلك؟

الخوف كلمة ثقيلة على القلب قد ترافقك طيلة حياتك أو جزءا منها فتجعل منك كائناْ سلبيا مستهلكا لا غير، تقتل بداخلك حس الإبداع و تعدم فيك رغبة بل رغبات جمة لم تجد طريقها نحو الوجود فظلت حبيسة عالمك الداخلي ولم تستطيع تجاوزه للوجود. قد تكون أو تكونين مراهقا(ة) شابا(ة) رجلا يافعا أو حتى امرأة ناضجة لكنك في حقيقة الأمر لاتزال حبيس ذاك الخوف الطفولي؛(الخوف من العقاب، الخوف من إثارة غضب الراشدين، الخوف من المواجهة، من التعبير بكل حرية دون أي قيود أو حدود.... من أن تكون أنت.)

فالخوف إنفعال في النفس يحدث لتوقع مايرد من المكروه أو ما يفوت من المحبوب. أجل الخوف إنفعال طبيعي خلقه الله تعالى فينا لنحمي أنفسنا من الخطر الذي يهددنا و يهدد امن حياتنا، فهو ظاهرة طبيعية و سوية ولا تنم على أي مرض نفسي أو على أي انحراف في الشخصية مادام هناك أسباب معقولة لما يبديه الشخص من مخاوف تتناسب وحجم المثير للخوف . فمن منا لم تتمتلكه نوبات الخوف و الهلع عندما يكون في مواجهة تهدد امن حياته أو استقراره سواء المادي او المعنوي، لكن إذا زاد عن حده أو كان نتيجة أسباب غير معقولة، أصبح عائقا بل مشكلة يجب تجاوزها، فكيف يمكن أن نتخلص من كل هذا الخوف المدفون بداخلنا و نسير بكل شجاعة نحو تحقيق أحلامنا؟ ومتى يصبح الخوف كابوسا مزعجا وليس مجرد إنفعال طبيعي؟

قبل الوقوف عند كيفية التخلص من الخوف يجب أولا تحديد متى يكون الخوف طبيعيا و متى يصبح كابوسا مزعجا، فالخط الفاصل بين الإثنين (الإنفعال/الخوف ) هو بمثابة خط سميك لا يمكنك معرفته إلا اذا كنت صريحا مع ذاتك ومتصالحا معها.

1-الخوف كإنفعال طبيعي: هو أمر سوي و ليس هناك مخلوق لا يخاف بشكل مطلق، فالخوف هو أساس المشاعر السلبية التي تؤدي الى القلق و التوتر و الإكتئاب و يأتي من التوقع السلبي والذي ينتج عنه أفكار سلبية  ومن ثم تأتي مشاعر الخوف السلبية، كما أن مشاعر الخوف هي مشاعر لحماية الإنسان و فيها قاعدة (المواجهة أو الإنحياز) حيث أنه بطريقة لاواعية سيكون هناك تحذير من اللاوعي يجعل الإنسان يميل للهرب و الإحتماء من مصدر الخوف.

فمادام هناك سبب معقول و طالما كان هذا الخوف ناشيء عن مثير محدد يدركه الشخص الخائف و في امكانه أن يسلك سلوكا معينا للتخلص منه يظل انفعالا طبيعا.

2- الخوف كابوس مزعج: عندما تخاف من المجهول، عندما لا يكون هناك من دافع للخوف لكنك تحس انك خائف؛ من التساؤل ،عن المواجهة...عندما تبيت مدركا أن خوفك أصبح كابوسا مزعجا يهدم الأحلام و الطموحات ، يسلب منك متعة التفاؤل و يجعلك حبيس قوقعة مشحونة بكل ماهو سلبي...فأهلا بك في عالم الخوف من لا شيء

 صحيح أن الخوف حالة طبيعية لكن إذا زاد عن حده المعقول ولم يكن هناك مثير يستدعي الخوف ولا يكون مرتبط بحالة معينة وإنما مصاحب بشعور بالنقص وتوقع الأسوء دائما  ويصبح الفرد حذرا في جميع خطواته ومتحفظا لأقصى درجة.أنذاك يكون لاطبيعي.

ولعل السؤال المهم الان و الذي يجب الإجابة عنه هو كيف يمكن التخلص من هذا الخوف؟ صراحة لا يوجد حل سحري أو مضادات بمجرد أخذها ستتلاشى كل مخاوفك بشكل قطعي وإنما الحل بين يديك ويوجد بداخلك وكل ماعليك فعله هو:

1-السعي الى إكتشاف المواقف التي أدت الى تكوين هذا الخوف و الأسباب الحقيقية لمخاوفك ، لذا أول خطوة يجب عليك القيام بها هو الغوص في أعماقك والابحار الى عالم طفولتك  لمعرفة السبب أو الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الخوف. فالتنشئة الخاطئة او الخبرة المؤلمة –الصدمة المؤلمة او هما معا من الاسباب الرئيسية للخوف الذي يستعصي على العقل فهمه.

2-الجرأة في اتخاذ قراراتك والتعبير عنها و الدفاع عليها؛فعدو الخوف هي الجرأة تلك الجرأة الإيجابية البناءة الهادفة ذاك ماينقصك و ماعليك سوى البحث عنها بداخلك لأن الله تعالى كما خلق فينا الخوف لنحمي أنفسنا و نبتعد عن كل ما يهدد امننا خلق فينا القوة و الجرأة لنتمكن من تجاوز كل الصعاب و المحن.

 " إن الحلم حق مشروع و من حق كل مرء أن يحلم بمستقبل أفضل ويسعى جاهدا لتحويله الى حقيقة ووسيلته لذالك:الثقة-الجرأة-الإرادة-الإستمرارية و الأهم ثم الأهم الإستمرارية"


  • 7

  • نسيبة الشوح
    العاقل من يضع قارباً يعبر به النهر.. بدلاً من أن يبني حوائط حول نفسه تحميه من فيضانه
   نشر في 15 أبريل 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

طرحك المتزن اجبرني على التوقف والتمعن
نعم الاستمرارية هي الحل لك من اراد التغيير.
الخوف معضلة ان لم يتجاوزها المرء هلك واضحى بلاقيمة
تحياتي.
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا