منذ إعلان اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين بلادي والمملكة السعودية، والتي أدت على أثرها نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، بعد أن كانت مصرية مئة بالمئة، والأحداث تتوالى، وتشتعل في أرجاء البلاد، فهى محاولات تكاد تكون بائسة حتى نتوقف أن ننادي بمصرية الجزيرتين، وأن نتناسى في ظل اشتعال حرائق، واعتقال شباب، وأمين الشرطة الذي يطلق النار على مواطن لخلاف على حساب على كوب شاي، وغيرها من الأحداث الجسام، التي ويا للأسف النظام ما زالنا ننادي أن تيران وصنافير مصرية.

الحقيقة هذا ليس ما دعاني لكتابة هذه السطور، فكثير غيري، هتف بأعالي صوته أن هذه الجزر مصرية، وهو الآن بين جدران السجون في هذا الجو الملتهب، ويعلم الله كم يعاني من حر وتهوية وتعنت ومعاملة غير آدمية،ومن رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام، أكبر جريدة مصريةـ، والتي تعد أقدم من عمر المملكة السعودية بأكملها، حيث منع السيد أحمد النجار، من كتابة عموده الأسبوعي، بسبب أنه تبنى رأي، رأى النظام أنه مخالف لصوت المعركة التي تخوضها البلاد، والذي أعلنها أن تيران وصنافير مصرية.

كما أني لست مضطرة أن أرد على الأصوات التي تدعي، أن القضية مسألة أمن قومي، وكيف تكوني أكثر وطنية من جيش بلادك، ولندع السياسة لأهل السياسة، لا يا سيدي، فاتركني أن اصدمك بقولي، أن ما نعانيه حتى هذه اللحظة بسبب تركنا السياسة لمن المفترض أن يكونوا أهل سياسة، فلا هم أهل سياسة ولا هم أهل وطنية، أن الشعوب من حقها أن تعلق على أي شئ وكل شئ بما يتعلق بأرضها، ومستقبل بلادها وأبنائها، وبالنسبة للجيش، فهو ليس أكثر وطنية مني، من أي مصري، لأن هذا الشعب هو من أعاد بنائها بماله الخاص، بعد أن أخربه رجال عبدالناصر، وهذا الشعب، هو من أول سيتطوع، ويدافع جنبًا إلى جنب مع أفراد جيشه، في حالة وقوع أي عدوان خارجي، فكلامك بالنسبة لي غير منطقي ولن أقف أمامه كثيرًا.

ولكن ما دعاني لكتابة هذه السطور، أن أكد لك أن المال لن يستطيع شراء كل شئ، أموال العدو الصهيوني لم تستطع أن تشتري أرض فلسطين، وأما كانت فلسطين اصبحت أسرائيل وفقط.

فالمال لن يتمكن من شراء الكرامة والعزة، ولن يشتري الدماء والضحايا، لن يشتري الذكريات والتاريخ، وإن كان لفترة من الزمن تستطيع طمس الحقيقة، فلن تستطيع طمسها طوال الوقت، سيظل هذه الأرض مصرية، وحتى إن تم التصديق على هذه الاتفاقية المشئومة، سيظل رفات شهدائنا لعنة على كل من وافق وأيد، واستمات بكل ما أوتي من قوة حتى يثبت عدم مصرية الجزيرتين، سيظل العار يلحق بكل من رفع علم غير علم بلاده في ذكرى تحريرها، سأظل أحكي لأبنائي وأجدادي كيف بذلنا من دماء لعودة أرضنا، وكيف قام هؤلاء الأندال ببيعها لأجل شراء دعم مزعوم.

وليعلم هذا النظام أن كل هذه الحوداث المفتعلة والغير مفتعلة منها لن تنسنيها بأن نقول بأعالي حناجرنا #عيش_حرية_الجزر_دي_مصرية !!