سقوط عكسي في الطين ... المهلب

ج١...

دائماً ما تأتي النتائج معاكسه عندما تسيطر علينا اهداف عفنة و احقاد لا تنطفئ ، نفقد رُشدنا فنحفر اسفل منا بدلاً من الحفر تحت خصومنا . وهذه النتائج لا تكون مصادفة ، لكنها مدبرٌ لها من قبل من له سلطان على المدبر الحاقد اياً كان الطرف ... و في حالتنا هنا نحن نقصد الامارات و وانتاجها لمسلسل المهلب بن صفره .

و كي نفهم المسألة من بدايتها علينا ان ندرك و نتأكد ان الباعث الحقيقي الذي دفع اهل الدرما في دبي لانتاج مسلسل المهلب بن صفره هو ليس اخلاصهم لتلك الشخصية و شدة الاعجاب بها و البحث عن طريقة لابراز تراثها ، فلتلك الغايات شواخص لم تظهر في المسلسل _ في الدراما لابد من الاستعانة ( بالديالوج ) بحوار فلسفي او مبين للنسق فكري و عقدي ( ايدولوجي ) داخلي بين الشخصية و ذاتها كي تبرر او تشرح او تبين منهاج و مفاتيح تلك الشخصية للمشاهد ، الذي هو من المفترض جهله بابعاد تلك الشخصية و الا فانه لا داعي لانتاج الدراما اصلاً _ الاقرب الى الخيالي منه الى التاريخي ... بل يكاد يكون اسطوري ممتلئ بالخيالات و الكذب و مغطي للفكرة الوحيدة الصحيحة في المسلسل ، الا و هي ان المهلب خصم لقطري ، ان الباعث الحقيقي هو ذلك الثائر الشاعر الفارس الزاهد ... قطري بن الفجاءة !!! ، نعم .

فاسم ذلك الفارس الخليفة _ في عرف قومه _ يثير لدى الفرع الادبي و الثقافي لحامية الامارات نهم لاشباع جوعهم من السباب المنمق و المهذب _ هو مكمم لكنه ابداً ليس مهذباً _ لكل ما له صلة بثلاث احرف في نسق مشهور ( ق . ط . ر ) .

منذ شهور ذاع ان دولة قطر تأسست في المكان الذي نشأ فيه قطري و اكتسب المكان اسمه من قطري بن الفجاءة ، و كان قد روج هذا الخراف و الترهات رجال مثل مفتي مصر السابق علي جمعه ، حيث كشف عن ضحالة ثقافته ... او ربما نية مبيته لما اصبح الان واقع كون قطر لها و لحكامها علاقة باحد الخوارج و اسمها من اسمه .

هذا هو المحور الذي غزل عليه اهل الدراما و التاريخ و الادب في الامارات غزلهم ... او مسلسلهم ، و كان لابد من حبكة متكاملة لمسلسلهم الذي لهم من ورائه ما لهم ، و هنا حدثت نقطة التقارب بين أهل الدراما في الامارات و بين الشخص الذي الف اعمال لا اقول مشبوهة و لكن تقريباً الحقيقة فيها محورة ، انه مؤلف اخر مسلسلين او ثلاثة يخصون تاريخ العباسين هما : ابو جعفر المنصور عام ٢٠٠٨ و مسلسل سمرقند ٢٠١٦ و مسلسلنا هذا المهلب ...

و لا ادري ان كان المؤلف من التقط الفرصة و قدم مشروع المسلسل هذا ام ان اهل الدراما في الامارات هم من وجدوا ضالتهم بالمؤلف البطوش و لكن المؤكد ان المسلسل كان لابد له من رافعة ترفعه و تجعله ذا تشويق ومصداقية ، فكانت الوقعة الثانية ؛ ادعاء اهل الادب و الثقافة في الامارات ان المهلب يرجع بالنسب و المكان للامارات ، الامر الذي اغضب عُمان و كل فئاتها المجتمعية حيث انه من المعروف ان سلطان عمان قابوس تعود اصوله للمهلب ابن ابي صفرة ، و هذا موضوع منتهي !! ، لكن من اراد الاساءة الى قطر في شخص قطري بن الفجاءة وجد انه من المناسب

دمج المهلب في المشهد ليستطيع حياكة حبكة تنال من قطري ... لكن لماذا المهلب بن صفرة و ليس غيره ؟ .

اخبركم و زيادة على ذلك بالقريب العاجل ... و دمتم