ماذا لوكانت "حتشبسوت" في زمن شبكة العنكبوت..
كتبت/ زبيدة عاطف
نشر في 15 أكتوبر 2021 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
معلومات قبل قراءة المقال..
* كيميت : مصر قديما
* قامت حتشبسوت باغتصاب الحكم من تحتمس الثالث لأنها كانت الأحق به بالترتيب الملكي، لكن لا يمكن للنساء أن تكون فرعون مصر، وكان تحتمس التالت هو ابن زوجها تحتمس التاني من امرأة أخرى
* نشرت حتشبسوت حكاية أن والدتها كانت على علاقة مع الإله آمون كي تُكسب حكمها شرعية، بالإضافة إلى تمثيلها نفسها كرجل يرتدي ملابس الرجال و ذقن ذهبية
البداية
-"غنمت آمون حتشبسوت"- تتفقد كل يوم صفحتها لتتأكد من زيادة متابعيها، لا بل تابعيها، فهي "غنمت آمون" أي أفضل النساء و خليلة آمون درة الأميرات، إله "كيميت" العليا والسفلى، كانت تعلم أن وحده آمون من يسحر مجاذيب التبعية و يُخضعهم تحت تأثيرها، ما كان عليها سوى اقتران اسمها باسمه، و نسج الأساطير عن كونها ثمرة الحب بين أمها و بينه، يطلقون عليها كما الكثيرات غيرها لقب "انفلونسر"، يظنون أنها تشبه الأخريات، وجه حسن آخر وأنوثةٌ مُستغلَّة لجمع الأموال و العيش في زهاء، لكنها زهدت في الزهاء لنفسها وطمعت به لبلادها، ومن هنا أخذت تحيك المؤامرات وتنسج الحكايات مع إله الشمس والخصوبة، لا يهم إن كانت حقا تؤمن ب ألوهيته، لا أحد يبالي إن كانت حقا تتضرع له في سريرتها، فجميع منشوراتها تقول ما يريح ضمائرهم و يزيح عن صدروهم ثقل أمانة الدعوة، وما أثلج صدورهم أكثر إنتشار صورها بالرداء الذكوري، فرداء الملكية كما تعلمون لا ترافقه نون النسوة، وإن كنا سنتمتع بوجهها الدائري البرئ ذو اللون الخمري جنبا إلى فطنتها فهي حقا تستحق المتابعة من كافة الشعب، فطنتها التي قادتها لمعرفة قدر الرجال و قدرتهم، يبدو أن هذه المرأة بيدها مفتاح الحياة.
"سأحكم العقول و أتسلق العروش ببركة آمون..."
ها قد وصل عدد التابعين إلى ذروته، عجبت للقوة الخارقة التي تولّدها الكلمة المسموعة، عجبت حينما علمت أن الحروب تبدأ بكلمة ملغمة بمشاعرٍ داكنةٍ وطمعٍ دفين، أما عن السلام فيكفي صفاء النية و بث حروف كلمات المحبة، يالا عجبي حين فاقت غنائم السلام دماء الحرب، وحين علت كلمتي التي بثثتها من وراء الشاشات، فهي تتفشى ك طاعون لم يُخلق له لقاح يعوقه، وإذا أردت دس ما يظنوه سموما في العسل، وتمكين جواري القصر من مناصب الأسياد، فلدي ذقن ذهبي مستعار أرتديه عند الحاجة، والفم المزين بهذا الذقن تخرج منه الكلمات مكسوة بفتنة الآيات وحسم التفسيرات.
"و للحياة ظلال آخرى بعد الموت..."
تتنصل من بين يدي سنون عمري تماما كما تتساقط شعرات عجوز شمطاء، دون ألم ودون هوادة، لا سبيل للتأمل والتململ، عقارب الساعة لا تتهاون في حركتها ولا تعكس اتجاهها، والكارهين يراقبون حركة عقاربها في انتظار نفاذ بطاريتها أو فقدان صلاحيتها، لا يجب أن تغيب شمس التاريخ عن ما صنعته في عصري، ولا أن تتيه إنجازاتي بين خيوط شبكة العنكبوت، فيجب أن تُنحت حكاياتي في كل مواقع التواصل البشري، لا بد أن تقف عقارب الساعة حدادا على غروب شمسي، حينها فقط سأملك جرأة التحليق في ظلال الحياة الأبدية.
-
زبيدة عاطفأنا أشك..إذن أنا أفكر..إذن أنا موجود