رسالة الذهبية....... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسالة الذهبية.......

غروب الشمس بشاطئ رشقون الجزائر

  نشر في 19 شتنبر 2020 .

  مع نهاية اليوم تولي وجهها صوب الغرب مستقلة رحلة الرحيل اليومي المحتوم في مشهد مزجت فيه الألوان بين الأصفر والأحمر والسواد، مهدية البشرية أبهى الصور واللوحات، مشهد يلامس الوجدان و ينحت الأثر و التوقيع في آخر زاوية من وثيقة حصيلة النهار، و يخاطب أحاسيس أعماق النفس أن احتفظي بالصورة في ألبوم الذكريات .

وهي ترحل يوميا منحنية لمشيئة الخالق القهار بوجهها الذابل بعد مطاردة أبدية للظلام و لفح البشرات بالنهار، وكأنها تذكرنا بأرذل العمر بالضعف بعد القوة وبالنهاية المحتومة، كاتبة بنورها الخافت المحمر ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . ففي رحيلها اعلان لبداية الشطر الأخير من الحياة، وباختفاء النور آذان لحياة مخلوقات أخرى بعيدة عن النشاط والحركة في الأضواء، فيتحقق التوازن وتحصيل كل ذي حق لحقه، فلحظة الغروب فرصة فاصلة للوقوف بين الحافات، بين البداية والنهاية، وبين النور والظلام،هي فرصة لتلمح مسيرة رحيل القائد الطيب الصالح، فتتلون السماء بلونها المحمر ويختفي النور والضياء وتعم العتمة والظلمة و تحل فترة المداومة .

وهي تحدق في عيون البشرية في لحظات حياتها الأخيرة تنعكس آخر خيوط النور على سطح الماء ناحتة مشهدا ابداعيا إلاهيا في رسالة واضحة لأنصار الانفجار الأكبر، أن مدبر الكون أكبر من ان تبلغه الأبصار و انه هو خالق كل شيء ومقدر الأقدار، وأنه الوحيد الحاكم ملك الزمان و المكان، صورة الرحيل كأنها تنشد قصيدة الحياة التي لا نور فيها يدوم ولا ظلام حزن يدوم، بل هي ساعات تتداول على البشر للتمحيص والاختيار، معلنة في ذات الوقت مواعيد الصلاة والخضوع لرب العباد.

إن الحكمة الالاهية تقتضي ان تكون لكل بداية نهاية، ولكل طريق محطة وصول، ولكل مخلوق حكمة من وجوده، فللضوء فوائد جمة حتى في قلب الضوضاء، يخلفه الظلام بسكونه وهدوئه ورائحته وأحلامه . وهي ترحل وكأنها تسلم المشعل للقمر بوجهه الجميل الحالم ليتولى هو الآخر مهمة تذكير البشرية بعظمة الخالق و دقة الكون، فيفتح فصلا جديدا من الرحلة الأبدية، فيسطع ابداع القهار فوق سطح البحر تتناثر فيه النجوم وكان السماء قد اطبقت في مشهد جميل.

رحيلها يفسح الطريق للظلام ليرسي سدوله معلنا نهاية العرض اليومي برجاء استشعار البشر لنعم الله العظيمة، و تذكرة البشرية جمعاء ان تدعو الخالق القهار ان تعود في اليوم الموالي وتسطع كما دأبت من المشرق، ليعود من اخطا ويتوب من حاد عن الطريق ويقرر من تأخر حمل الرسالة تماما كما حملت الشمس الضوء والقمر الضياء...... كل هذا قبل ضياع الفرصة و الطلوع من جهة الغروب.

محمد بن سنوسي

2020 /09/14


  • 3

   نشر في 19 شتنبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا