أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم هكذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين حملوا الرسالة وتكبدوا عناء السفر والآلام حتى يصلنا هذا الدين في ثوب طاهر نقي . فعند بدء الرسالة خصص النبي صلى الله عليه وسلم السنوات الأولى لتكوين الرجال وصناعة أعمدة و أوتاد الدين الاسلامي فسطع الفقيه و الشهيد والمجاهد والبطل والعالم بأحكام الله فنبغوا في الدين وأبلغوه لأصقاع الأرض وزرعوا الفسيلة و اللينة و نخل الحجاز و بغداد و كتبوا قصائد الشهادة و نصوص الوفاء  والكرم و نقشوا على صدور الأجيال روايات الولاء و البراء ولبوا النداء فلم يتخلف منهم أحد في صورة مصدقة لعظم جودة الإختيار الإلاهي و عظمة الرسول المعلم مؤلف الرجال و صاقل القمم وصانع الزعماء المتسلحين بصفاء النية وإخلاص القلب  وتصديق العمل. فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حملوا الرسالة و ضحوا بالنفيس لأجلها فمن طلحة بن عبيد الله الشهيد الحي الذي يمشي على الأرض إلى بلال بن رباح و دوي قرع نعليه في السماء وصولا لجعفر بن أبي طالب الطيار بأجنحة من القهار أما رفيق الغار أبو بكر الصديق ذاك الذي تخطى إيمانه إيمان الأمة و أعطاه الله ما يرضيه من الجنان أما فاروق الأمة عمر بن الخطاب فبه فرق الله بين الحق و الباطل أما صاحب النورين عثمان بن عفان فهو من إستحيت منه الملائكة و منهم حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء و منهم خالد بن الوليد سيف الله المسلول و قصصهم لا تنتهي أبدا و منهم السادة و الأسود التي تزأر في الوغى و تذرف خشوعا بين يدي المولى عز وجل تصوم نهارا و تقوم ليلا و ترتحل و تصول لإبلاغ الرسالة و يضربون للحق اكباد الإبل. إن حب الصحابة الكرام من تمام إيمان المسلم المؤمن بتعاليم الدين فمع أنهم بشر قد تتواثر السير أن أحدهم أخطأ و آخر أصاب إلا أنهم سيمكثون أبد الآبدين خير الناس و سادة البشر و أشرف العظماء ففي أخطاء بعضهم نزلت الأحكام  وفي إصابة بعضهم جاءت الموافقات فحياتهم كلها عبر و دروس و رسائل خالدة . إن الإقتداء بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم و إقتفاء أثرهم يقود للجنان و الرفعة في الدرجات و كيف لا و هم نتاج التكوين بمدرسة محمد صلى الله عليه وسلم حيث البر لا يبلى و الذنب لا ينسى و الديان لا يموت فحبهم و تبجيلهم دون غلو من أسمى الواجبات و كشف مناقبهم و تدريس سيرهم من الوفاء للدين و لخاتم النبيين عليه افضل الصلاة و التسليم .

محمد بن سنوسي

14ماي 2022