في يوم الصحة العالمي "الوحدة" وما التأثير السلبي لأزمة كورونا على تعزيز شعورنا بالوحدة. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

في يوم الصحة العالمي "الوحدة" وما التأثير السلبي لأزمة كورونا على تعزيز شعورنا بالوحدة.

لماذا يعتبر موضوع الوحدة موضوع محرم التحدث عنه بصوت مرتفع؟!

  نشر في 14 أكتوبر 2021 .

من الصعب على أي شخص أن يبادر ليخبر أحد بأنه يشعر بالوحدة. هل فكرت مثلاً بالاتصال يوماً بصديق لتخبره أنك تشعر بالوحدة وأنك تحتاج لأحد يحتضنك دون أن يحكم على مشاعرك أو يخبرك بأنك بخير؟!

الشعور بالوحدة، مايزال حتى يومنا هذا موضوع محرم التحدث به، خاصة إذا كان الشخص محاطاً بعائلته وأصدقائه وإلخ... لكن إذا تعمقنا بالتفكير سوف نجد أن الوحدة لا علاقة لها بعدد الأشخاص الذين يحيطون بنا. 

الوحدة هي عندما تشعر أنك وحيد مع مشاعرك، أحياناً يكون علاج الوحدة هو شخص غريب قد يحتضنك لثواني، ويستمع إلى حديثك العابر لساعة ربما. 

الاختلاجات التي تواجهنا والتي نشعر بأنه من الصعب أن نبوح بها لمن هم حولنا، شعور بالوحدة قد يمر مرور الكرام كأي شعور آخر، لكنه إذا امتد لزمن طويل ربما يكون السبب في تعرضنا لأزمات جسدية نتيجة صدمة نفسية أخفيناها عن أنفسنا عمداً.

لهذا تجد أكثر أعراض الاكتئاب تظهر في الانعزال والنوم، الشخص الذي يشعر بفراغ بداخله، بآلاف الحوارات التي يمر بها وتؤلمه يفضل أن يكتمها بالنوم، بالانعزال والبكاء، إنه التعبير الصامت عن الشعور العميق بالوحدة. 

من واجبنا كأناس نتشارك الحياة أن نعوض الآخرين عن شعورهم بالوحدة حتى ولو لم يتحدثوا عن الأمر. أن الأمر لن يكلفنا أكثر من دقائق لنسأل عن أحد تبدو عليه علامات اضطراب بالنوم أو قلق أو حتى غضب غير مبرر. 

من السهل دوماً أن تكون إجابة "كيف الحال؟"، أنا بخير. لكن ماذا لو أعدنا السؤال بصيغة أكثر حميمية، "هل تشعر أنك بخير، وأن كل شيء يسير معك على ما يرام؟. هل تريد أن نتحدث عما فعلته البارحة؟ .. كيف تمضي وقتك؟!".

الوحدة قاتل صامت، الشعور بالفراغ، الحاجة للاحتضان ، للبوح بمكنونات مؤلمة ليست بالأمر السهل، أنا لا أطلب من أحد أن يكون طبيباً نفسياً فهذا موضوع يفوق قدرتنا كأناس غير متعمقين بالموضوع، لكنه يكون واجباً لكل أحد يلاحظ تغيير في شخصية من يعيش معه أو يشاركه محيط معين، في الدراسة أو في العمل. 

الاضطرابات النفسية هي مرض يجب تسليط الضوء عليه والاهتمام به في مجتماعات العالم جميعاً كما يتم تسليط الضوء على الأمراض الجسدية والسعي في معالجتها، وكما يثبت العلم السريري يوماً بعد يوم فإن أغلب الأمراض الجسدية هي انعاكس لاضطراب نفسي. 

قد يتحول الأرق والذي قد يراه الجميع شيء نعاني منه جميعاً أمراً طبيعياً، لكنه لا يصبح كذلك عندما يتجاوز حدود معينة، كذلك فقدان الشهية الذي قد يتحول إلى مرض نفسي مزمن يؤدي في النهاية إلى خسارة الشخص حياته. 

رجاءً خصصوا بعض الوقت للأناس الذين تهتمون لأمرهم قبل أن تخسروهم، إن كان من الصعب عليكم أو على من حولكم التحدث بهذا الموضوع تواصلوا مع مختص معالج في أقرب فرصة ممكنة. 

الاكتئاب هو مرض العصر الحقيقي، والذي مع الأسف لم يوجد له علاجات كثيرة وخاصة أن أغلب المكتئبين والذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب يصلون إلى مرحلة ينهون فيها حياتهم بلحظة. 

جميعنا ممثلون بارعون عندما يتعلق الأمر بإخفاء مشاعر الوحدة والألم، لكن أكثر من ينتحرون يكون قرارهم صادماً لمن حولهم، لكن قرار مثل الانتحار لا ينتج بين ليلة وضحاها، قرار إنهاء الحياة قرار يتخذه الشخص بعد معاناة طويلة، قد يكون الموضوع نقص في هرمونات معينة أو خلل في كيميائية الدماغ، وقد يكون نتيجة مشاعر تراكمت حتى وصلت لحدها الأخير.

في نهاية المقال أود أن أقول بأن بداية كل علاج لأي مرض هو الإيمان به، وأن الغمامة السوداء التي تحيط بالصحة النفسية لابد من السعي في تسليط الضوء عليها. وعلينا دوماً أن نبدأ من أنفسنا أن نكسر حاجز الخوف المحيط بنا من الانفتاح على موضوع الاضطرابات النفسية التي قد تشكل خطراً حقيقياً علينا وعلى من حولنا ممن نكترث لأمرهم. لأننا الأفضل فنحن نستحق الأفضل. ودمتم بألف خير. 


  • 1

   نشر في 14 أكتوبر 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا