كثير من الهواجس تلوح في افقي وانا دائما ما اتساءل:" هل سيأتي من ينصفني بعد موتي..فيذكر بعض افضالي عليه بأمانة واخلاص وصدق"..
ان معظم ما سوف اقوله لكم لا معنى له, لكنني ساقوله ليكتمل معنى ما تبقى مما قلت..!!
أتصدقون إن أخبرتكم بأنني متفائل جدا.. إن ديدن البشر هو تقدير الاخرين بعد موتهم..وياليتهم يعلمون هذا قبل ان يحضر الموت..؟!.
أعلم أن قطار الشباب قد رحل منذ زمن وأنا أجوب الاصقاع وأجثو على عتبات الحياة باكيا،وعلى ضوضاء الرؤى مكتئبا..كل ليلة تمر هي ليلة إجهاض حيث يسود الأجواء صمت مهيب إن لم أقل خَرَس!.
كل شيء اصبح على حافة الذاكرة للبعد الزمني..كل شيء اصبح طلاسما معتادة لتعاويذ مفجعة..اصبح الزمن يقتلني من خلف حجاب..لا اطلب العون من احد..فالكل اخفق في صدقه..
"إلى متى ونحن نبحث عن ظلٍ وارفٍ وجدول من الماء يعزف بالمطر والندى ..؟"
وصلت خريف العمر,بعد ان خذلني شتائي..كان شتاء كممثل قبيح فاشل مثل دورا باهتا على خشبة الوقت, وبعد ان انهى وصلته وقف في طابور الفصول منتظرا دورا جديدا في عام جديد لا اثق بقدومه..
قطار العمر يهرول سريعا, لا يسمح بفرصة تدوين بعض ملاحظات العطش على حافة غيمة...
مر شتائي ولم يكن فصلاً حقيقياً ..بل كان مشهداً ملفقاً من بعض الغيوم.. لم أهرب من تحت الدلف ولم اقع تحت المزراب في منتصف الليل..ولم.. ولم.. ولم.., لانه ببساطة لم يكن شتاءا حقيقيا...
هل هناك من سينصفني بعد موتي..هل سيذكر احدهم ولو بضعا من افضالي عليه..
اصبحت الحياة هي عبارة عن مجموعة لقطات متتالية ....كما هي فصول السنة
لقطة البداية, و كما هو فصل الربيع: سهرة جميلة في حديقة غناء، مع بعض المكسرات وفنجان قهوة من بن برازيلي , وزخم من فرح لا يدوم، وانشداد وانشداه لسعادة مؤقتة..
اللقطة الثانية, وكما هو فصل الصيف: حالة استعصاء على فهم مجريات ما يحدث..ضنك واكتئاب وحالة نفسية مزرية..
اللقطة الثالثة,كماهو فصل الشتاء: أصوات مثيرة للريبة تنذر بهطول متوقع للمطر،اصوات تشبه الاهازيج البديعة ,والماء بدأ يتسرب من كل مكان ورأسي كرأس صنبور مفتوح ومغيب حد الثمالة... ثم أكتشف اني في حالة حلم, فلا وجود للماء ولا وجود للمطر..وما كانت تلك الاهازيج سوى احلام يقظة..!!
لقطة النهاية, كما هوفصل الخريف:
فجأة تتحول الصورة المتحركة إلى صورة صامتة سوداء..فتبحث عن تحليل سريع وراء أسباب ظهور تلك الصورة القاتمة..وتتساءل:لماذا لا بد ان تستمر الحياة؟..فيأتيك الرد من عقلك الباطن: لقد نسيت السبب !!
ماهر باكير دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
خاطرة جميلة.