في الحقيقة، علي أن أصرح لكم أعزائي القراء أن هذه هي المرة الأولى التي أشرع فيها في الكتابة في منصة عامة، وعند التفكير في أن هذه الحروف ستنشر أمام حضراتكم يبعث في بعض التوتر...لكن لا يهم، سأتوكل على الله وأشرع في الموضوع.

إن لم تكن قذ كتبت خط تشفيري (línea de código) قط، فلا عليك، ما عليك هو أن تعلم أن الحاسوب كالنادل!. أجل إنه كذلك، لأن الحاسوب يعلم كل شيء ولا يعلم شيء إطلاقا!

سأحاول الشرح:

أنت عند قدومك للمطعم ينتظرك النادل حتى تأمره بما تريد أن يحضر لك. في الحقيقة النادل يعلم كل الخدمات والأطعمة المعروضة من قبل المطعم ولكنه ليس بوسعه التنابؤ بما تريده أنت حتى تبينه له صراحة...

إن قمنا بمقانة هذا المجاز الإستعاري بين مثال عمل النادل والحاسوب نجد أن النادل يمثل بمثابة الحاسوب و الزبون يمثل بمثابة المبرمج. وما كانت هذه المقاربة إلا مقدمة إفتتاحية لمفهوم البرمجة التي هي ببساطة مجموعة أوامر يقوم بكتابتها شخص يدعى بالمبرمج إنطلاقا وإستعانة من الوثائق الرسمية (La documentación oficial) للغة برمجة معينة كالجافا، السي، البايثون...إلخ.

علينا القول أن لاغالبية الساحقة من اللغات البرمجية تستلهم أوامرها من اللغة الإنجليزية (لكونها اللغة العالمية) لكن هنالك لغات أخرى تستلهم أوامرها من لغات أخرى غير الإنجليزية (كالعربية!). من هنا نذكر مثلا لغة جيم (الموقع الرسمي للغة جيم) والتي إن تصفحنا قواعدها النحوية (اللغوية) وأدركناها، بإمكاننا أن ننشئ أول برنامج لنا بهذه اللغة العربية :)

إن كنا نود أن ننشئ برنامج يكتب لنا أهلا يا عالم! بلغة جيم، فماذا نفعل؟؟! الخطوات كتالي:

- نتصفح موقع اللغة ونحاول الحصول على الوثائل الرسمية للغة لإكتناز أكثر معلومات ممكنة حولها.

- نقرأ بإمعان الأمثلة المتاحة.

- نحمل الIDE (بيئة التطوير المتكامل) الخاص باللغة.

- نشرع في الكتابة.

إذا الأمر الذي علينا كتابته هو:

  أكتب "أهلا يا عالم!" ،سطر

الفعل "أكتب" يقوم بكتابة ما بين ظفرين على الشاشة، أما الأمر "سطر" فيقول للحاسب أن ما سينسخ مستقبلا على الشاشة سيكون في سطر جديد (ليس في نفس السطر).

هكذا أعزائي الكرام نكون قد أنهينا سويا أول برنامج لنا بلغة جيم. إذا من اليوم فصاعدا، نحن ندعى بالمبرمجون!! 

إلى المقال التالي بإذن الله :)