( أشعر أن ما أكتبه لا قيمة له , فهي مجرد خواطر لن تفيد أحداً )
( ما يدور بعقلي لا يستحق الكتابة )
كثيراً ما أقرأ تعليقات مشابهه لهذه خاصة على المقالات التي تحث الناس على الكتابة . و قد ظننت في البداية أنها مجرد حالات فردية , لكن سرعان ما وجدت أنها ظاهرة منتشرة بين رواد مواقع الكتابة .
ينظر الكثيرون للخواطر أنها مجرد كلمات لا تستحق النشر , و أن الكاتب الحقيقي يجب أن تكون كتاباته دسمة مليئة بالمعلومات العلمية و التاريخية و الثقافية و تتضمن أهدافاً و مواقف مؤثرة و و و , و أن ما دون ذلك من كتابات هي مجرد مضيعة للوقت .
و الأسوأ من ذلك أنني أجد تعليقات قاسية على بعض الخواطر من عينة ( ما الغرض من هذا المقال ؟ ) أو ( أشعر أن كلامك بلا هدف ؟ ) , و هي التعليقات التي يكون لها تأثير سيء على نفسية الكاتب لأن صاحب الخاطرة يرغب في التنفيس عن مشاعره لذلك فكتاباته غالباً تكون بغرض الفضفضة فقط على عكس صاحب مقال الرأي الذي يكون غرضه مشاركة الآخرين أفكاره و مناقشتها معهم . لذلك ينبغي التفريق بين الخاطرة و مقال الرأي .
حسناً .. ماذا لو جاء صديقك يحكي لك كلاماً عشوائياً ! أو أخبرك أخوك عن موقف تراه تافهاً ! أو أخبرتك زوجتك عن مشاعرها المتقلبة بدون سبب ! هل ستنظر إليهم متسائلاً عن سبب هذا الـ ( الحكي ) الغريب غير الهادف ؟ أم ستطالبهم بوضع أهداف لكلامهم ؟ أم ستعتبر أن هذه الـ ( فضفضة ) مجرد إضاعة للوقت ؟
في هذا العالم المادي المتسارع تطغى المادة على العاطفة , و تنسحق المشاعر تحت وطأة العقل , و ينشغل كل إنسان بأموره الخاصة , و يشعر الكثيرون بالإغتراب حتى عن أقرب الناس لهم . فلا يجد الفرد من يشكو له همومه و يشاركه أفكاره و يتحدّث معه بحرية دون خوف أو قلق . لذلك يقبل الكثيرون على كتم مشاعرهم بداخلهم , بينما يلجأ البعض لكتابة مذكراته و نشرها على هيئة خواطر أو قصص أو حتى خربشات غير متراطبة .
و إنني عندما أقرأ خاطرةً , أتخيّل حالة صاحبها و مشاعره و ما يحيط به من ظروف , فكل خاطرة يكتبها الشخص بالتأكيد تلمس شيئاً بداخله . لذلك فدائماُ ما أقرأ الخواطر عندما يكون ذهني صافياً حتى أستطيع تذوّق كلماتها و مشاركة الكاتب أحاسيسه و أفكاره .
و في نهاية كلامي أوجّه رسالتين :
الأولى : للقراء ألا يقسوا على أصحاب الخواطر في تعليقاتهم لأنك لا تعلم ما يمر به هذا الشخص فرفقاً به , إما أن تمسح على قلبه أو تتركه و شأنه .
و الثانية : لمن يتردد في كتابة خواطره خشية أنها لا تحمل أهدافاً , رفقاً بنفسك فمن قال أن كتاباتك يجب أن تشرح نظرية أو تعرض فكرة أو تعطي معلومة ... طالما أن ما تكتبه يريحك فاعلم أن هذه الخواطر تستحق النشر .
-
عمرو يسريمهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
التعليقات
انا بالعكس لم ينتقدني أحد دائما كنت محل الشكر ووو لكن أنا من كانت تنتقد نفسها كنت أشعر أن كتاباتي مجرد خربشات على ورق حتى قررت أن اشارك الناس كتاباتي و أستفيد من آرائهم لذا قررت الدخول بينكم رغم أن نجمي لازال صغيرا بينكم لكنني أراه يكبر بالتعلم منكم ولا ندري ربما يصبح الأكبر بينكم يوما ما
على القارىء ان يراعي مشاعر الكاتب وليس من الضروري ابداء رأيه على شيء لم يعجبه
وعلى الكاتب ان يكون واثق من نفسه ليعكس ذلك على كتاباته
اكتب على طريقتك .. ابدع .. لا تهتم لكلام النقاد انت الناقد اولا ...و اخيرا ...انت الكاتب .. انت الكلمات ..
من حقنا ان نتقبل نقدا بناءا ..يساعدنا في تطوير قدراتنا .. و اكتشاف النقص الذي تعاني منه كتاباتنا ...غير ذلك فلا تهتم ...
الخواطر تُقرأ في اللغة العربية ونادرا ما تجد عليها اقبالا في اللغات الاخرى، هذا لأن اللغة العربية بما فيها من بلاغة تروي عطش القاريء بصرف النظر عن الاهداف المرجوة من الخاطرة.
ألم يقل الشاعر:
(كلف بغزال ذي هيف : خوف الواشين يشرده
نصبت عيناي له شركا : في النوم فعز تصيده
يا من جحدت عيناه دمي : وعلى خديه تورده
خداك قد اعترفا بدمي : فعلام جفونك تجحده)
هذه الابيات لو قرأتها الف مرة ستظل تستمتع بها وتستمتع بالصور البلاغية الموجوده بها في كل مرة تقرأها.
باختصار .. هو بحر اللغة الذي يتحدث فيستمع له الناس، ومن كان سمعه ضعيفا فلا خاطرة ولا مقاله ولا قصة ستروي عطشه.
شكرا لك
كلنا مصغ حزين .. كلنا يطلب أمرا .
اكتب خواطرك فرب خاطرة أفادت قارئها أكثر مما يتوقع كاتبها .. شكرا
رائع كالعاده
مقالك رائع جدا
ثم شعرت بعد ذلك انها مجرد كلمات مبعثرة ومشاعر فوضوية ... لا قيمة لها ، ولن تضيف شيئا مفيدا للقارئ ! ،
لكن على مايبدو لي ، سأعاود كتابة هذا النوع من فن الكتابة .....
شكرا لطرحك هذا المقال .... بالتوفيق .
لذلك اتفق معك فمن الأفضل ان تكون التعليقات إيجابية