مشهد ١
خطوات قدمى تدق اجراس الفرح لتنبأ اهل الارض و السموات باننى اسعد انسان ، حقيبتى تجر خلفى ك طفل مدلل يظهر غضبه من والده لكى يرى مدى محبته و حنانه عليه..
اشرت الى الميكروباص المتجه للمطار ، و صعدت موكبى المتوج ب الفخر لقد استطعت تحقيق حلمى و عاندت الجميع حتى ان تفوقت على كل من راهنوا على فشلى..
ابتسامتى بسيطة ظاهريا و فرحتى اعمق من بئر يوسف الصديق..
الطرق ممتلئة بالبشر لا اراهم و لا ارى الا نفسى ، كانت الشوارع متهالكة ، بالية ، لا اريد ان تكون اخر شىء اراه قبل الرحيل..
مشهد ٢
خطوات قدمى تسير ببطأ ، روحى و جسدى و عقلى يتعاركون ، خطواتى تريد ان تخبر الجميع بالحزن و اليأس الذى اشعر ، حقيبتى من خلفى تجر ك طفل يكره ابوه و لا يريده..
كان الليموزين ينتظرنى ، هدأت حرارتى بسبب قوة المكيف..
وجهى يظهر عليه علامات الشيخوخة ، برغم صغر سنى..
الطرق ممتلئة بالبشر ، انظهر اليهم بنهم ، تارة اتخيل اصدقائى و ضحكاتنا معا ، اين هم الان !
و تارة اتخيل حبيبتى و انا ، حين كنا نجلس على رصفان الشوارع ناكل الذرة ، اين حبيبتى الان !
اين اهلى الذين عاندتهم ، لقد رحلوا و لم يبقى منهم سوى بقايا ذكرى...
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !