الحجاب تخلّف و رجعيّة، إقرار بأفضليّة الرّجال على النّساء، و إذعان تامّ لمجتمع أبويّ. ماذا يعني أن تغطّي رأسكي و جسدكي بما لايكشفهما؟ ماذا يعني أن لا يحقّ لك أن تلبسي كيفما أردتي؟ وهذا هو بيت القصيد.
الحجاب لباس مثله مثل كلّ الألبسة الطويلة و المتوسّطة و القصيرة و القصيرة جدّا. و المرأة حرّة في إختيار ماتلبسه حسب ثقافتها و معتقداتها. الصّليب كذلك هو قلادة حرّ من يلبسها كما يلبس الآخرين قلائد و أكسسورات أخرى. أي أنّه لا يحقّ لبشر أن يتدخّل في الحريّة الشّخصيّة للّباس مادام لم تتعدّى هاته الحريّة على حريّة الآخرين.
باطن الإنسان توليفة من مبادئه و تقاليده و دراسته و قراءاته و دينه. له الحقّ أن يختار ظاهرا يعبّر عن هذا الباطن مادام لم يتعدّى على حريّة الآخر، مادام أنّه لم يفرض على الآخر مايلبس أو مايقرأ أو أيّ دين يسلك، مادام هذا الظّاهر لا يأذي الآخر. فماضرّكم أيّ ظاهر يسلك؟ لماذا الحجاب إذن؟ إذا كان هو لباس عاديّ، لماذا يرفض و لا يرفض إرتداء الصّليب؟
من يرون في الحجاب رجعيّة أو تخلّف أو استنقاص من حريّة المرأة، لماذا تصومون رمضان و تصلّون صلاة العيدين في المساجد و تذبحون أضاحيكم؟ ألا ترون هاته الأفعال رجعيّة؟
فليس كلّ من تلبس الحجاب تعتبر نفسها عورة وأنّها يجب أن تحمي نفسها من ذئاب الشّارع. هي تلسبه لنفس السّبب الّذي يجعلكم تصومون عن الطّعام و الشّراب أيّام الحرّ و تسيلون الدّماء أيّام الأضاحي. السّبب نفسه أي أنّ الباطن نفسه لكن لكلّ واحد حريّة اختيار كيفيّة إظهار هذا الباطن مادام لم يتعدّى حريّة و حياة الآخر.
لكن لا يعطي الحجاب المرأة المحجّبة الحقّ في إعتبار نفسها أكثر تديّنا من المرأة الغير محجّبة كما لا يعطي الصّائم الحقّ في إستنقاص دين غير الصّائم و كذلك الحال بالنّسبة للمصلّي و غير المصلّي. وحده اللّه يعلم سرائرنا و له الحقّ وحده في التّفريق بين المتّقي و غيره. لذلك من الجهل التّركيز على تصنيف البشرعامّة و النّساء خاصّة حسب مظاهرهم بدل قدراتهم على إعمار هاته الأرض.
image: https://www.google.com/url?sa=i&url=https%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%3DauAW-4tLV7Q&psig=AOvVaw1g4QMZ5P9tW7b1ODj6ama9&ust=1634457186137000&source=images&cd=vfe&ved=0CAgQjRxqFwoTCPjIiNG5zvMCFQAAAAAdAAAAABAD
-
Dr. Marwa Mekni Toujaniأستاذة جامعيّة - مدونة مستقلة